لا شك أن القرار السعودي بضم جماعة الإخوان المسلمين له تداعيات إقليمية كبيرة حيث أن المنطقة تشهد صراعاً مذهبيا وايدلوجيا وقومياً، وإيران تخوض صراعاً قوياً في هذا الإطار, وعدوهم الرئيس للأسف هم السنة ،وهذا مالم نكن نتمناه ،وﻻ شك أن ما تمثله جماعة الإخوان المسلمين كقاعدة فكرية أكثر ممّا هي تنظيمية وسياسية في وسط سُنة العالم يجعل إيران تستثمر مثل هكذا قرار لصالحها في المنطقة وهي قد تتجه إلى طريقين إما أن تستغله في السير بنفس التوجُّه السعودي وتكون بذلك تسعى إلى إضعاف أكبر مكوّن سني بمساعدة السنة أنفسهم، كما استغله رئيس وزراء العراق على أبناء شعبه، وكما استغله النظام السوري كذلك، وفي النهاية أن قوة كبيرة تنظيمية وفكرية وسياسية يتم إضعافها وفي هذا إضعافٌ للسعودية ذاتها؛ كونها جزءاً من المُكوّن السُّني (بالطبع لن يتم القضاء على جماعة الإخوان؛ لأنها ليست دكاناً يتم غلقه)
أو أن إيران ستتجه بدهائها السياسي المعهود باستثمار قضايا الأمة لصالحها، فتقوم بإعادة صياغة التحالفات في المنطقة، وأعني بإحداث تحالف سياسي بغض النظر عن المذهبية ،ويتكون من إيران وتركيا وقطر وبتأييد جماعة الإخوان ،والتي تشكل جزءاً من صانعي القرار كما هو في تونس وليبيا واليمن والمغرب، وبهذا التحالف سيكون دور إيران في المنطقة هو الأقوى ،من الدور السعودي وحلفائه حيث أن مصر الذي قد يراهن عليها البعض لا تشكّل في الوقت الحاضر لاعباً رئيسياً في المنطقة بقدر ما تشكل عبئاً كبيراً في التحالف الذي يضمها بسبب وضعها الصعب وعدم استقرارها، والغريب أن السُّنة في الوقت الذي يحتاجون فيه أن يكونوا أكثر قوةً ووحدة, يزدادون تفككاً ، لقد كان القرار السعودي بنظر إيران وبغداد ودمشق هدية لم يتوقعوها وكذلك العدو الإسرائيلي الذي يجعل منه تأكيدا له في حصار ومحاربة قطاع غزة ، كون حماس تشكل امتداداً فكرياً لجماعة الإخوان ، فأتمنى من الأخوة في المملكة مراجعة ما تم، فنحن نتمنى أن تجتمع كل القوى المؤثرة في عالمنا اليوم على الحق لمصلحة قضاياها المصيرية حتى لا نضيع في عالم الأقوياء وهم يعلمون انه لم يأتيهم أي ضرر من هذه الجماعة والتي قال عنه الملك فيصل رحمه الله :"إنهم رجال ضحوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل لله "وقالت عنهم اللجنة الدائمة للفتوى بالمملكة برئاسة الشيخ بن باز رحمه الله :"إنهم من الجماعات التي يجب التعامل معها بما معها من الحق "، وكل العقلاء يشهدون أن جماعة الإخوان لم تمارس أي رد فعل على ما حدث لها من ظلم من ذوي القربى طوال عهدها, ناهيك أن تعتدي هي ،فقد كانت هي الضحية دائماً، وهي تمثل قوة في أُمّتها وليست وسيلة إضعافها، نسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين.
محمد بن ناصر الحزمي
هل ستستثمر إيران القرار السعودي 1321