من اليمن السعيد إلى شعب اليمن عموماً وإلى رئيس الدولة ورئيس الحكومة خصوصاً..
أما بعد..
في البداية أحييّ كل أبناء الشعب الشرفاء والأوفياء وإلى كل الثوار والأحرار والمناضلين المعلومين والمجهولين..
ثانياً.. أترحم على أرواح شهداء سبتمبر وأكتوبر وفبراير.. ونسأل الله أن يمن بالشفاء للجرحى والمعاقين, وأن يفرج عن المخفيين والمعتقلين.. الذين كان لهم الفضل في طلب الحرية لأهل اليمن من الاستعباد ومن الاستعمار ومن الاستحواذ من الحكم الفردي الغاشم, والتطلع أيضاً إلى الحرية والكرامة والتقدم والتنمية.. عند ذلك وطوال العقود الماضية ظل الشعب يكابد مرارة الذل والمهانة ويعاني من التخوين والتركيع والقبول إجبارياً بالأنظمة المستبدة وعلى حساب السيادة والكرامة والهوية والديانة.. فاليوم ولله الحمد ربما تجاوز الشعب مثل هذه العبوديات وهذه الإملاءات والإقصاءات وها هي اليمن تقف على عتبات الضياء والنور والبهجة والسرور.. وتتطلع إلى المستقبل الميمون وإلى تاريخ اليمن السعيد.. لكن اسمحوا لي أن أسرد لكم عتابي ولما لاقيته لأجلكم ومن أجل اليوم التي انتظرتها طويلاً لعليّ أشاهد فيها سعادتكم.. فيا شعب اليمن تحملت تخاذلكم.. وصبرت على تقاعسكم.. وتحفظت على تقصيركم.. ودعيت الله دوماً أن يستر عيوبكم.. ويجمع شملكم.. ويوحد صفوفكم.. ويرفع رايتكم.. ويخذل عدوكم.. فيا شعب اليمن.. ربيتكم على المصافحة وعلى السلام والإسلام.. وعلى الحكمة والإيمان.. وعلى الشموخ وحب الأوطان.. علمتكم معنى الأخوة والوطنية والمصداقية والوحدة.. وإقرار الضيف ونصرة المظلوم ونجدة الملهوف.. والوقوف مع أصحاب الحق..
فلا أخفي عليكم أن هناك البعض من الأبناء خذلوني وتمردوا على سلوكياتي وأخلاقي وتاريخي.. أعطيتهم مساحة واسعة لعلهم يتوبوا ويعودوا إلى رشدهم وإلى صوابهم.. لكن للأسف الشديد لم يعقلوا ولم يتعقلوا.. أصبحت أفكارهم مصطنعة.. وغيرتهم مبتكرة.. ووطنيتهم مؤقتة.. وقوميتهم مزورة.. صارت أخلاقهم الاستحواذ.. وأفكارهم العداوة والبغضاء.. وسياستهم هدم البناء.. وكرمهم قتل الأبرياء.. ودعوتهم هدم المساجد وشتم العلماء.. وطاعتهم تجل وتخص للأسياد والزعماء.. وتنكرهم للحكام وللأولياء.. فمن هذا المنطلق أتمنى أن تصل رسالتي إلى كل الشرفاء من أبناء هذا الشعب الكريم وبالأخص القائمين والمعنيين وعليهم أن يتحملوا مسؤولياتهم وأمانتهم تجاه شعبهم ووطنهم.. فالصمت على قتل اليمنين جريمة.. والتساهل مع العابثين بأمن واستقرار الوطن خيانة.. والتحفظ على من يعرقل ويعطل جهود ونضال اليمنين ذل ومهانة.. فهل أخلاقكم يا أهل اليمن تجعلكم تقتلون وتنهبون وتصادرون مستحقات المواطنين المسالمين..؟ وهل إيمانكم وحكمتكم جعلتكم تدمرون بيوت الله وتهجرون القراء والدارسين.؟ وهل دور الحكام والقادة أن يضلوا متحفظين ومتفرجين وصامتين أمام تلك الخروقات وأمام تلك الاعتداءات والإهانات وانتهاك الحرمات..؟ فإذا كانت الدولة عاجزة عن القيام بواجبها ..وإذا كان صمت الدولة إحراجاً من الأشقاء والأصدقاء.. فعلى من تحملوا المسؤولية أن يوضحوا ذلك للشعب.. وبشرط أن تعود تلك القيادات إلى جحورها وكهوفها.. فالوطن والشعب هو من سيدافع عن نفسة وهو من سيطهر الوطن من تلك السرطانات القاتلة.. لكن لا يزال الشعب يعقد ويراهن على ثقته ويعظ بأسنانه على تلك الوعود وتلك السيناريوهات التي تحضرها قيادة الدولة للإيفاء بالتزاماتها ووعودها الملبية لطموحات الشعب والوطن..
فهل يا ترى وصلت رسالة اليمن إلى الشعب وإلى شرفاء الوطن؟.. وإلى قادة وحكام اليمن..؟ نأمل ذلك أن يتحمل الجميع مسؤولياتهم.. والله المستعان.
د.فيصل الإدريسي
رسالة اليمن إلى الشعب..!! 1366