رغم ما يعيشه العالم من تغيرات ورغم ما يعيشه العرب من تحديات فإني عندما أقصد التحديات لا أقصد التحديات التي تواجه الحكام وإنما التحديات التي تواجه الشعوب لا سيما وأننا بين عدوين عدو عربي وعدو غربي هكذا حالنا نحن العرب عندما نريد أن نخطو خطوة إلى الأمام إذ بنا نخطو عشر خطوات إلى الوراء ومتى ما أردنا الصلاح أراد لنا أبناء جلدتنا الدمار.
إن الخطوة التي اتخذتها السعودية تجاه جارتها القطرية تنبؤ عن فشل ذريع لسياسة المملكة وتنبئ أيضاً عن انتقام المملكة من جارتها القطرية لأن قطر الصغيرة أصبحت تقارن بدول عملاقة وأصبحت تخوض دور العمالقة في مراقصة الكبار هذا ما أثر على السعودية سلباً وجعل من قطر أسطورة لا تكاد قمة تعلن إلا وقطر صاحبة القرار وأيضاً تأثر المملكة لأنها كانت تريد هي من تقود الثورات وهي من تخمد الثورات ولكنها فشلت وترأست قطر الثورات بدعمها وإعلامها وجعلت من المملكة نموذجاً للخزي والعار ولأن المملكة حاولت مراراً وتكراراً الخوض في قضايا الشعوب إلا أن قطر كانت عائقة أمامها فما قام به السيسي في مصر كان نموذجاً من وصايا السعودية على الشعوب ولأن دور قطر في تلك المرحلة وتصديها للهجمات الشرسة ووقوفها بإعلامها البطل حيث عرفت العالم بدورها البطولي الفاضح للمؤامرة الدنيئة التي تحاك على مرئ ومسمع الجميع بل كانت قناة الجزيرة بمثابة المجاهد في المعركة .
ناهيك أن ما قامت به المملكة من سحب لسفيرها انتقاماً من موقف قطر إزاء الشعوب ولأن الأخيرة كسبت الشارع العربي والأولى جاءت بمبررات واهية لتقول في قرار سحب السفراء أن قطر تتدخل في الشئون الداخلية لدول مجلس التعاون وهذا عذر أقبح من ذنب .
ولأن قطر تشكل منبر الحرية والتعبير عن الآراء السديدة في الوطن العربي بالرغم من صغر حجمها ولكن مواقفها أثبتت أن دولة صغيرة بحجم عالم حينها علمتُ أن الدولة لا تقاس بحجمها على الخريطة بل بمواقفها لاسيما وأنها الأقرب إلى نبض الشعوب ناهيك أنها عكس تلك الدولة التي عندما تراها في الخريطة التي وإن وسعت عيناك كاملة لا تكاد أن تراها بل إنك ستستخدم المسطرة لقياس حجمها المذهل في الخريطة ولكن عملها أشبه بوسوسة إبليس في مكة بل وتمثل سفيرة اسرائيل وأمريكا لدى العرب وبدلاً من أن تتحدث عن قضايا العرب إذ بها تتحدث عن قضايا الغرب لاسيما وأن العالم اكتشف قوميتهم الزائفة ونخوتهم المنعدمة والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لصالح من ما قامت به الدول الثلاث؟ من دعم للانقلاب في مصر وسحب للسفراء في قطر؟ ونترك الإجابة للقارئ الكريم .
وهناك سؤال أخر وهو ما الفرق بين الثلاثي المرتبك (السعودية والإمارات والبحرين) وبين قطر المفارقة هنا عجيبة وهي أن الثلاثي المرتبك دعم المحتل الأجنبي من أجل غزو البلاد العربية فيما قطر دعمت الشعوب وأفسدت نكهة المستعمر الأجنبي وليس لدينا الآن لسرد مساوئ الدول الثلاث ومحاسن دولة قطر ولكي لا نخرج عن جوهر الموضوع ولأن الربيع العربي نجح وبشكل غير عادي في فضح هؤلاء الحكام وما في نواياهم وأعتقد أن السبب في وقوف الغرب مع حكام الخليج هو أن حكام الخليج ما عدا قطر استطاعوا أن يقنعوا الغرب بأنهم خدام أمن سيحافظون على مصالحهم في الشرق الأوسط في مقابل تركهم يتحكمون في البلاد العربية.
ولأن أكثر ما يقلق المملكة في الوقت الحالي هو قناة الجزيرة فتوجيه الرسائل المباشرة لقطر بسحب السفراء من أجل التراجع وتوقيف إعلامها لأن هناك مناسبة تريد أن تحتفل بها المملكة وغيرها من الدول وهو ترشيح السيسي فإصدار قرار سحب السفراء جاء بمثابة تحذير لقطر من إعلامها ولأن المملكة خافت من الجزيرة ولأنها ستفضحهم وستفسد العرس وهو بصعود السيسي على كرسي الرئاسة الذي بإذن الله سيفشل.
وإذا استمرت السعودية بسياستها الجهنمية بسبب امتلاكها المال فعليها أن تفكر لمستقبلها لأن الأيام دول وليس ببعيد أن يتبخر البترول بسبب الهفوات والنزوات ولما يقوم به حكام الخليج من تحريض على قتل الشعوب ومن تكميم الأفواه فإنهم وإن استمروا على هذا الحال فإن الظلم سينتهي وشعوبهم ستثور فسلوكها هذا هو كالشخص المدمن على المخدرات (بماله يقتل نفسه ) والمملكة تمارس سياسية صهيونية بغطاء ديني فهي سحبت السفراء من قطر ولماذا لم تسحب السفراء من الدنمارك عندما سبت الرسول؟!.
ولأن قطر لا يهمها أن تبقى في مجلس التعاون الخليجي لأن مجلس التعاون ومنذ نشأته لم يحقق شيء سوى التآمر على البلاد العربية وتشتيت الأمة فمن أعظم إنجازات ما حققه مجلس التعاون الخليجي هو برنامج الأطفال ناهيك أن ما قامت به الدول الثلاث من سحب السفراء ينبئ عن أنهم حكام مراهقون لاسيما وأن الدول مهما اختلفت بينها ومهما يصل حد الاختلاف إلى درجة الحروب فإن سحب السفارات أخر شعرة معاوية فكان حرياً بهؤلاء أن يسحبوا سفارتهم من إيران وروسيا اللذان هدرتا الدم السوري واحتلتا جزرهما فالحكام ولقصر نظرهم السياسي ولما يعانوه من تخلف عربي في العقلية البدوية التي يتمتعوا بها هؤلاء المراهقون .
عزام المحامي
قطر في مواجهة الثالوث 1386