السواد الأعظم من الشعب يا صاحب الفخامة "جائعون"، والجوع يا سيادة المشير "كافر" والكفر كما تعلم جحوداً والعياذ بالله ـ فإما أن تستتيبهم أو تقيم عليهم حد الردة ـ وأنصح باستتابتهم ـ ومن المأثور أنه لا حدّ على من لا يجد طعاماً من جوع وأمناً من خوف، ومن ينصح بعكس هذا فهو متربّص ومعرقل ويستحق الفصل السابع، الجوع يفتك بالشعب ويهتك عُرى قيم المجتمع وربما "يُعرّي" المبادئ وهذه أسوأ حالات الردة، والشهادة لله فإن "العجلة" مستمرة في الدوران ـ وأصدقك الدوران إلى الوراء وليس إلى الأمام كما وعدتنا، وحتى السابع الأممي طِلع "ريْوَس" يا ريس!!
مع حلول الليل وخاصة في الأيام الأخيرة تنطلق الدعوات من مئات آلاف وربما ملايين الحناجر على كل متسبب يجعل ليلهم أكثر ظلاماً وهنالك الآلاف ممّن يشعلون "الشمعة" ولا يلعنون الظلام بل يلعنون من قطع النور وفصل الكهرباء ومن يترك لهم الحبل على الغارب ـ وأطفال اليمن وكهولها باتوا يذكرون "كلفوت والحويك والشعبي" مع حلول كل مساء ومع استمرار ساعات الظلام, فهنالك من يتذكر الماضي وصالح وهنالك من يذكر الحاضر وصالح بس هؤلاء صالحهم غير ـ إنه الوزير صالح سُميع، ولا أخفي فخامتكم فإن طيف واسع من الشعب يتذكركم في ذلك الظلام الدامس والليل الحالك وينوب فخامتكم من "الحب جانب"!!
أما أولئك العشرات وربما المئات من المنتظمين في طوابير محطات البترول بحثاً عن كسر"دبّة" بنزين أو برميل ديزل وربما جالون أو أسطوانة غاز منزلي فيصعب تقدير عددهم, فالطوابير أمام معظم المحطات في المدن والأرياف، ولا أذيع فخامتكم سراً فهؤلاء أصبحوا مدمنين ويجب وضعهم في "الحجر الصحي" ـ هؤلاء "مدمنو أزمات" وطوابير في الطرق وعلى أبواب المحطات وأصبحت الحالة مستفحلة ومستعصية ولا حرج على هؤلاء إن زلة ألسنتهم بكلمة أو كلام, فربما كانت سيارة الأجرة المتوقفة أمام المحطة تسد بحركتها أفواه أسرة وربما كان برميل الديزل ينقذ حياة محصول زراعي يمد بالحياة عشرات الأُسَر ويعيل المزارع والعامل والسائق والسوق والتاجر وصاحب البسطة بانبساط!!
وتتفاقم الأزمات مع الانفلات الأمني الذي أشاع الخوف لدى المسافرين في الطرقات وتنامت معه ظواهر التقطعات والسلب والنهب والسرقات ولأن العجلة تدور فقد تطور من انفلات أمني إلى انفلات في الأمن, أبرز مظاهره القتل والإرهاب الذي تجاوزت جرائمه المواطنين وعموم أبناء الشعب لتطال رجال الجيش والأمن في الشوارع والطرق وحتى وصلت إلى المكاتب وعُقر الدار وحتى صار الأمن يحتاج الأمن والجيش يحتاج الحماية وهنا لا حاجة للوشاية بأحد, فأنتم يا فخامة الرئيس القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن!! ومع ذلك هنالك مواطنون متطاولون ومعظمهم من مسؤولي الدولة يقطعون الشوارع والطرقات بالحواجز الإسمنتية والأسلاك الشائكة وكل واحد فيهم شايف نفسه رئيس وبإمكانه أن يقطع الستين والسبعين والمائة فما بالك بشوارع أحياء وحارات من أبو عشرين وتحت وصولاً للزقاق الاستراتيجي والمنفذ الوحيد لبعض المنازل!!
فخامة الرئيس! الشعب اليمني ما يزال شعب مغلوب على أرضه وبين جمهوره وكما تعلمون أنه كل خمسين سنة يسجل "جول" في مرمى حُكامه ثم يصوم وأنتم عايشتم "جول" الستينيات في سبتمبر وأكتوبر وجول فبراير 2011م الذي سجله منتخب الشباب وحكمة هذا الشعب في السفر سبع فوايد وعندما يثور يقول إذا الشعب يوماً أراد الحياة ـ فلابد للجيل أن يغترب في الخليج، وتدركون جيداً أن هذا الشعب تفرقه "الشعوبية" سواءً الشعوبية المناطقية والجهوية والقبلية، أو "الشعوبية" أخت "الرواني" و"البسبوسة" وهي تحلية أفواه الوصوليين ومدمني السلطة والثروة من مراكز القوى، ولم ينجح الحكام في البقاء على رأس السلطة إلا ببيع الوهم للشعب الذي أسوأ ما فيه "الشعوبية" و "الأمية" ومع ذلك الحذر الحذر من تمرد كبرياء الجرح في دم هذا الشعب الذي يدرك أن المواطن يضحي ويموت لأجل الوطن وليس العكس وهذا سر عبور اليمن لكل المحن!!
الشعب اليمني اليوم يريد أن يسجل "جول" جديد ويقلص المدة من خمسين إلى أقل من خمس سنوات وهنالك من بات يسأل اليوم كم تبقت من السنوات لإنهاء المرحلة الانتقالية؟! ولم يعد أحد يسأل كم سنة مضت منها؟ وهذا مُلفت للنظر ـ اليوم هنالك من يعتبر أن أبرز إنجازات رئاستكم والفترة الانتقالية ـ إنها لم تنتهي في موعدها؟ وهنالك من ينتظر حكومتكم أن تقوم قريباً بعمل مظاهرات ضد الشعب واعتصامات ووقفات احتجاجية؟! الأخطر من هذا وذاك من يقيس إنجازاتكم بعمليات حسابية مثل قسمة واحد على ستة ثم رهن خارج القسمة تحت الفصل سبعة وهنالك من بات يحسب مساحة الفترة الانتقالية بعد مرات ضرب أبراج الكهرباء × ضرب خطوط النفط، وهنالك من بات يقدر حجم الفترة الانتقالية وإنجازاتها بما يساوي حاصل ضرب حروب الحوثي × عمليات تنظيم القاعدة × عدد ضربات طائرات الدرونز الأميركية وهنالك من يقيس كتلة الإنجازات بعمليات جمع وطرح المحاصصة الحزبية والمناطقية ـ هذه وشايات بالشعب اليمني في أذن فخامتكم, فهل تدركون مغزاها وما يمكن تداركه؟..
والله من وراء القصد..
محمد عبد الملك القارني
وشايات لدى الرئيس!! 1325