تفكرت ملياً بما يعنيه الساسة من كلمة الارهاب التي ألصقوها بالإسلاميين عامة وبالإخوان خاصة وقلت في نفسي ماذا لو كان الإخوان إرهابيين فعلا؟ تخيلوا معي هل سيبقى مكان في المعمورة آمنا؟
إن تواجد الإخوان الكبير في بقاع العالم أمر بهذا المفهوم سيجعل العالم يعيش رعبا لا نظير له، تخيلوا الاخوان في كل بلد من بلدان العالم، وفي كل بلد هم في مؤسسات هذا البلد, فهم في الجامعات أساتذة، وفي النقابات والاتحادات قيادات، وفي المستشفيات أطباء، وفي المدارس مدرسون، وفي المساجد خطباء وواعظون، وفي المصانع عاملون، وفي المزارع زارعون، وفي الأسواق حرفيون، وفي الاحزاب رواد عمل سياسي، وفي الجمعيات خدام للفقراء، وبين الناس مصلحون، وفي المؤسسات التعليمية مربون، وبين العوام موجهون، وفي الاقتصاد ومؤسساته خبراء وتجار ماهرون، وفي المؤسسات الثقافية مفكرون، وفي المؤسسات الأكاديمية اكاديميون..
وهم هكذا على مستوى كل بلد فتخيلوا معي لو أنهم ارهابيون كما يزعم المبطلون، هل سيبقى شبر واحد آمنا في عالمنا اليوم؟ إن هذا أبلغ حجة تدمغ باطل المبطلين، وتدحض حجة المفترين، إن تعداد الإخوان بالملايين, فتخيلوا أن هؤلاء الملايين إرهابيون, هل سيبقى الحكام آمنين، أو على الكراسي يحكمون، وهل سيقبل الإخوان وهم بهذا الانتشار بالظلم والضيم الذي وقع عليهم؟ فهم قد قتلوا، وسحلوا، وسجنوا، وتحملوا أصناف العذاب والتنكيل، فلو كانوا إرهابيين هل سيسكتون على فعل المجرمين؟ إنني أدعو كل ذي لب وفيه من العدل في تفكيره والصدق في مشاعره أن ينظر إلى هذا الافتراء على هذه الجماعة ويدحضه جملة وتفصيلاً، وﻻ يقبل بهذا الافتراء الا حاقد أعمى، أو حاسد أشقى، "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".
محمد بن ناصر الحزمي
ماذا لو أن الإخوان إرهابيون 1211