بما أن الشيء بالشيء يذكر ممن واجبنا أن نذكر بعض من الحقائق الهامة التي يجب أن نأخذها في الاعتبار ونضعها أمام أعيننا, ونحن نقيّم الظروف والمستجدات التي تمر بها البلاد، حتى تكون نظرتنا إلى المستقبل في نظام دولة الأقاليم الاتحادية اليمنية الجديدة، دولة النظام الجديد.. دولة اليمن الجديد أكثر واقعية واقتراباً من الحقيقة.. يجب علينا في ظل قيادة المناضل المشير/ عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية -أن نبدأ بوضع أيدينا على الأخطاء والقضايا الموروثة المتراكمة وأن نتحلى بالصراحة والشجاعة والأمانة، أن نواجه مشاكلنا بالحزم والصدق وأن لا ندفن رؤوسنا في الرمال.. إذ لابد أن نضع أيدينا على الداء ثم نصف الدواء له حتى لو كان مراً.. وهو لابد من عمل تغييرات شاملة كاملة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ـ التدقيق في اختيار من يشغل الوظيفة العامة للدولة وخاصة في المناصب القيادية بعيداً كل البعد عن (المحاصصة) بوضع أشخاص غير كفؤة لا تملك الخبرة ولا التجربة والمران الطويل، نوعية لا تملك القدرة أو القادرة على التعامل الجيد مع الجماهير، ومتابعة تنفيذ سياسة الدولة بتحقيق التنمية ورفع العبء عن كاهل المواطنين, لا نريد في ظل القيادة الجديدة تعيين أو اختيار أشخاص بعينهم وإنما الاختيار يتم على أسس سليمة نظيفة أهمها طهارة اليد والالتزام والقدرة على إعداد أجيال جديدة من (الصفوف الثانية والثالثة في الإدارة والمتابعة الجيدة على الطبيعة وليس من المكاتب، بما معناه أن يتم اختيار القيادات العليا داخل الوزارات على أسس موضوعية تملك قدرة على الإدارة والنزاهة والرؤية المستنيرة والخبرة المتراكمة أما غير ذلك فكأنه مثل الذي تقول له: "أمشي أعوج وأتكلم ساني"، لأن هناك وللأسف من هم في المناصب القيادية حالياً غير مؤهلين يفتقرون إلى الكفاءة والقدرة والدراية والخبرة والانضباط الخلقي..
إن ترهل الجهاز الوظيفي للدولة نتيجة لكثرة الموظفين في الوزارات لا يخدم مصلحة العمل وعلى الجهات المختصة العمل على ترشيق الجهاز الإداري للدولة الذي أصبح يعج بعشرات الموظفين الغير محتاج لخدماتهم كما هو حاصل في المحافظات والسفارات وغيرها مجموعة (بطالة مقنعة) للعشرات من الوكلاء في كل من محافظة لحج وأبين وعدن والبيضاء وغير ذلك من المحافظات، لا هناك حاجة لخدماتهم على الإطلاق إلا القليل جداً منهم وهناك العشرات من الملحقين في السفارات كسفارتنا في القاهرة وواشنطن والأردن وغيرها بدون الحاجة لخدماتهم مجرد (بطالة مقنعة) يكلفون خزينة الدولة مئات الآلاف من الدولارات (عملة صعبة البلاد في حاجة ماسة لها في مشاريع حيوية، شراء مواد غذائية للناس أو معدات عسكرية وغيرها..
الإصلاح الإداري هو أحد المحاور الرئيسية التي تجتاز غمارها الآن كل أجهزة الدولة لحيث لا يكتمل البناء إلا بمواجهة منسقة ومتكاملة بين مختلف الأجهزة علينا التطبيق الصارم للأنظمة والقوانين دون مجاملة..
لذا نقول: إذا أردنا أن ننهض ببلادنا لابد أن نركب الصعب من الأمور وهذا الصعب هو اتخاذ القرارات الجذرية الشجاعة التي تعبر عن تحولات أساسية تتطلبها المرحلة الجديدة الحالية والقادمة.. وأول هذه القرارات هي لابد من إعادة النظر في بعض الأشخاص الذين يتبوؤون المناصب القيادية وهم أساساً غير جديرين بها، خاصة والبعض منهم يفتقر إلى أبسط صفات القيادة..
لا تتوفر لدى الكثير منهم المهارات والمعارف التخصصية ولا الكفاية من المعرفة الرصينة العلمية والفنية..... إلخ كما نلاحظ البعض من تلك القيادات الإدارية لديهم قصور عن الوعي بالقوانين واللوائح والنظم المرعية أدى ذلك نتيجة لسوء فهمها وإلى الجهل بها إلى تجاوزها وخرقها وفوضوية التداخل في الصلاحيات والاختصاصات والازدواجية في العمل كما أصبح التنسيق بين جهات الاختصاص ضعيف, مجرد أن اتخذوا من المناصب وسيلة لتحريك مآربهم واستغلال نفوذهم في خدمة أهلهم وذويهم ومعارفهم والجري واللهث وراء المزايا والامتيازات والمصالح الشخصية.. أضف إلى ذلك من هذه المخالفات سببها مبدأ أبدية المنصب القيادي الذي أصبح الكثيرين ملتصقين (بكرسي المنصب) يردد البعض منهم أغنية (لا تشلوني ولا تطرحوني إلا في منصب رفيع أو آخر سمين).
علينا أن نبتعد عن المجاملة والمهادنة وليأتي الكُفء بدلاً من المجامل المهادن الاجتماعي الذي يتصور أن الوظيفة الرفيعة ملك شخصي له وهو لا يستطيع ارتجال كلمة أو صياغة رسالة دون الرجوع إلى بعض الأشخاص المقربين له مطلوب إجراء تغييرات في الوظيفة العامة (الرفيعة) للدولة في المرحلة الجديدة ذات النظام الجديد واليمني الجديد ولا ترجعونا كما قال أحد الشعراء في محافظة البيضاء عندما خطب أحد المسؤولين في الجماهير ولم يفهم الشاعر ماذا كان يقول ذلك المسؤول مما يجعله أن يقول بهذا اشعر فيما بعد عندما سألوه المارة:ـ
ابن قاسم محمد خذلك من النود قبضة.. وأعصب عليها بما لا شيء وروني كيف نقضة (والنود تعني الريح).. وكلمة (روني) بمعنى أطلعني ـ أجعلني أشاهده.. والله من وراء القصد
أحمد عبدربه علوي
كلام إداري..لابد أن يُقال 1400