يهل علينا اليوم العالمي للمرأة الثامن من مارس, حاملاً مفاخر عطاءاتها الجليلة في مختلف المجالات وعلى جميع المستويات والصعد, كشريك فاعل لأخيها الرجل.. مآثر بطولية اجترحتها المرأة, تلبية لحاجة الوطن إليها, تصنع ثورة وتخلق تنمية وتطوراً, تشهد مواقع الأداء الوطني منها اتقاناً منقطع النظير, ولعل الأجمل في ذلك ما تغرسه من قيم نزاهة وجهود مضاعفة دون شكوى أو تأفف.
المرأة العدنية كانت السباقة لصنع الأمجاد تستحضرنا- في هذه المناسبة- ذكريات تصدرها منذ ما يقارب قرنين لمشهد الفعل المجتمعي والعمل النسوي, سياسة واقتصاداً وجهداً اجتماعياً, ناهيك عن الاعلام والعمل الثوري المتواصل وغيرها الكثير من مجالات العمل كانت ومازالت متميزة فيها وتبهرنا عطاءاتها بكل جديد حتى اللحظة..
ولقد كانت- خلال السنتين المنصرمتين- جنباً إلى جنب إخوتها الشرفاء من أبناء هذه المحافظة في الاضطلاع بدورها في بذل الجهود المتواصلة لتقف سداً منيعاً أمام مساعي العبث, وتمكنت- بكل اقتدار- من تقديم نماذج متميزة في العمل الإداري والخدمي, تجاوزت كل أساليب الترهيب والتخويف لننتصر جميعاً لعدن وأهلها رجالا ونساءً.
وبالمناسبة فقد كانت عدن السباقة إلى تعزيز دور المرأة والانتصار لها فعقدنا لها في العام 2012م أول مؤتمر للمرأة على مستوى البلد للاستفادة مما لديها من خبرات وتشجيعها لمزيد من الشراكة والعمل الدؤوب.
ها هي المرأة اليوم في بلادنا تنطلق انطلاقة الشريك المتساوي مع أخيها الرجل في كل حقوقه وواجباته, أتيحت لها فرصة المشاركة في صنع مستقبل الوطن عبر الحوار الوطني وصولاً لإقرار مخرجاته التي ضمنت لها مكانة متميزة مستقبلاً, أوكلت إليها تولي المناصب في كل مجال وأشركت في القضاء ومؤسسات الرقابة والمحاسبة.. وما زال الوطن يعول عليها مزيداً من صنع الانتصارات والإسهام الفاعل في صنع التحولات وبما يضمن ازدهار البلد وتقدمه. ولعل أبرز مجالات ما يتطلبه راهن الوطن اليوم منها تواصل إسهاماتها في خلق الاجواء الملائمة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني عبر أنشطتها النسوية والمجتمعية وتوسيع دائرة تلك الأنشطة وتوجيهها بما يخدم التحولات الوطنية الكبرى ويسهم بفعالية في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
ونثق أنها قادرة على مزيد من الإبداع والريادة في مهمتها الوطنية..
نكرر التهاني للمرأة في عيدها العالمي متمنين لها مزيداً من النجاحات.
م. وحيد علي رشيد
للمرأة في عيدها 1076