إننا نعيش في زمن مليء بالفتن والمشكلات أدت بنا إلى ضعف حالنا المادي والاقتصادي وكذلك –أيضاً – الثقافي والتعليمي , ولكن العامل والمسبب الأول والأخير هو الإنسان نفسه الذي يبحث وراء الحقيقة ,ونتيجة تلك المشاكل والموصل إلى ذلك هو ضعف وازعنا الديني الذي هو منهاج القوام والسير به في سبيل الحياة بطريقة آمنة . وكيف لا ؟ وهو الطريق الذي تمَّسك به نبينا محمد صلى الله علية وسلم ,وأصحابه الكرام والتابعين لهم ,وكل من مشى وسلك نهجهم وطريقهم .
فدعونا أعزائي القراء نتأمل وننظر قليلاً إلى عصرنا الحاضر ,إنه عصر كَثُرت فيه المِحن والمشاكل و الفِتن , إنه عصر كثر فيه الغِل والحقد وحب الدنيا , إنه عصر اتّصف بعض أناسه بأنهم هم مفتاح البلد ومن بهم ينتشر العدل ويسود ولكنهم بالعكس تماما, أصبحوا هم من ينشرون المشاكل ويعظّمونها حتى تظل البلد تحت أيديهم, إنه عصر أتصف أناسه بأنهم يرون الحق ولا يتبعونه يرون الباطل ولا ينهون عنه بل يحرصون على اتباعه .آه.. يا إلهي!!... الأرض كادت أن تلتهم من عليها, والسماء كادت أن تسقط علينا. كيف لا نشكو من ذلك؟ وكيف لا يصيح العالم من هنا وهناك ؟
إن السبيل الموصل إلى حل هذه المشاكل هو أن نصحو من غفلتنا ونراجع أخطاءنا ونصححها. ولكن لابد لنا أن نتعاون ونتكاتف معاً, لكي نتناصح فيما بيننا ونترك كل ما هو مخالف لشرعنا ونظل يداً واحده لا تفرقها أي يد تريد النّيل منّا , نمد يد العون لمن أراد العون والمساعدة ,ولمن أراد الوصول إلى سُلَّم النجاح والتفوُّق, وإلى حل كل ما يداهمنا ويعارضنا من أزمات ومشاكل قد تودي بحياتنا إلى الهلاك والضياع والتشتُّت والخراب .ولكن في الأخير لابد لي ولكم أن يصلح الواحد منا نفسه أولاً, ثم أهله وجماعته ثانياً ,ثم بعد ذلك أصدقاءه وكل ما حوله وأن يكون قدوةً لنفسه قبل أن يكون قدوةً لغيره ,وأن يوقظ روح الهمم العالية التي تنبع من روح الجسد القوي الذي لا يعارضه أي شيء ,وهذا ما وددت ذكره في هذا المقال الصغير.