إن الوطن اليمني لن يقوى ولن يظل متماسكاً إلّا بقوة تماسك الجبهة الداخلية، والتماسك ألاجتماعي، والالتفاف حول مخرجات الحوار الوطني ،والذي يمثّل مشروعاً وطنياً كبيراً، تَصغُر أمامه المشاريع الصغيرة والذاتية والطموحات غير المشروعة، وخاصة وقد أثبتت التجارب أن الخيبة والفشل بعد كل الثورات السابقة قبل ثورة 11فبرايركان قرين من يحاول تخدير جماهير اليمن بشعارات زائفة ومنطقٍ مُخادع، فالشعب اليمني قد جرّب وخَبِرَ كل ما له علاقة بألاعيب كهذه ،بما فيها الأخذ بالمنطق الذي سار عليه السابقون والحوثيون أثر من عقلياتهم ،ومنطق القوة لم يعد صالحاً لليمن وعلى من يفكّر في ذلك أن يسقط ذلك من رأسه ومن لايزال يجاري ويستمرئ خِداع نفسه وخداع الآخرين بعقل "عسقبلي" سلالي, منوي, دموي لا مكانة له في الحاضر والمستقبل السياسي لليمن، وكذلك على كل القوى السياسية استحضار وضع اليمن فإن الأوضاع المعاشة في اليمن لا تُخفى على أحد، فهي مثقلة بالأزمات المعقّدة والمتشابكة- اقتصاديّاً واجتماعياً وأمنياً وإنسانياً - وتتطلب مضاعفة الجهود، والتفاعل الخلَّاق والصادق من قبل الجميع؛ لأن اليمن لم يعد قادراً على تحمُّل المزيد من الأزمات الكيدية، بقدر حاجته إلى التعامل بروح المسؤولية الوطنية والنزاهة والابتعاد عن الحسابات القبلية والسلالية المنوية والحزبية الضيقة، ليسهل العمل على إعادة بناء الاقتصاد الوطني وتطويره وتحديثه على أُسس واقعية وعلمية، وعلى قاعدة الاستغلال الأمثل لمقدرات اليمن المختلفة, والله الموفّق.