;
محمد عبد الملك القارني
محمد عبد الملك القارني

أبينة وصعدنة وبطة عرجاء خائرة!! 1140

2014-03-06 15:06:33


"فوبيا" السلاح والجماعات المسلحة تخيّم على اليمن في ظل استمرار مسلسل "أنهار الدم" المتدفقة يومياً بفعل عمليات الإرهاب والاغتيالات والغزوات والحروب التي يتم إشعالها بين الفينة والأخرى ـ حتى صار " الأحمر القاني والأحمر الداكن" ألوان مستمرة ومستدامة في واجهة المشهد اليمني الذي تهيمن عليه أشباح العنف والقتل وتُرهبه فوبيا "الأبينة جنوباً والصعدنة شمالاً"!!
مسلحو القاعدة "أنصار الشريعة" مستمرون في غزواتهم لمعسكرات الجيش والأمن وقتل الجنود والضُبّاط "زُرافاتٍ" في العرضي بصنعاء والمكلا بحضرموت الساحل والقطن وتريم بحضرموت الوادي وفي أبين ورداع بالبيضاء وميفعة شبوة وقبلها في السبعين بالعاصمة ـ ناهيك عن القتل فُرادى بالاغتيالات وباستثناء العاصمة صارت المحافظات الجنوبية والبيضاء ومأرب مسرحاً دموياً, أبطاله أنصار الشريعة وضحاياه الجنود والضباط!!
مسلحو جماعة الحوثي "أنصار الله" مستمرون في حروبهم الطائفية وغزواتهم التترية وصار لهم "أكثر من جنكيز خان" وأكثر من "هولاكو" يقودون معاركهم التوسُّعية من دماج وكِتاف/ صعدة إلى حجور وحرض/ حجة إلى حاشد وبكيل بعمران إلى أرحب ونِهم بصنعاء إلى معبر وآنس بذمار إلى يريم والرضمة بإب إلى برط والحزم بالجوف و"هلم جرا" من ضحايا مغامرات "غريندايزر صعدة" وقادته المليشيا وبين الذين يدمرون الحرث والنسل ويفجّرون البيوت والمنازل بما فيها "بيوت الله ـ المساجد" ـ من بيوت الله؟!! ـ الجواب "الحوثة أنصار الله".. الله.. الله.
الطائرات الأميركية "بدون طيار" والمعروفة بـ"الدرونز" تواصل عمليات القتل المستمرة في حضرموت وأبين وصعدة ومأرب والجوف والبيضاء وشبوة وصنعاء ولحج والضالع وبقية المحافظات مرشّحةٌ للقتل خارج القانون وأخطاء هذه الضربات طالت الشيخ العجوز والطفل الرضيع والمرأة والرجل وطالت المسافرين الآمنين كما طالت الأعراس ومواكبها وحوّلت الأفراح إلى أتراح ومع ذلك الرئيس مُعجَب بتقنيتها العالية؟!!
الحراك المسلّح يدخل على الخط ويمارس القتل على الهوية تحت ستار "الهبّة الحضرمية في شرق اليمن، ويقتل الجنود باسم المقاومة في الضالع ويهدد بعمليات في شبوة، والرد غير المتكافئ وغير المدروس يأتيك من معسكر اللواء 33 مدرع وينجم عنه استهداف المآتم ومجالس العزاء ويسقط العشرات بقذائف الدبابات وتستمر شلالات الدم وأنهاره التي تصبغ المشهد وصولاً لحرب "داحس والغبراء اليمنية" في تعز بين "قراضة والمرزوح" التي ما إن تُخمَد النار حتى تعود كما البركان من تحت الرماد!!
وهناك أيضاً ظاهرة "الكلفتة" نسبة لـ"كلفوت" وشركائه من المتصدرين لقوائم الاعتداءات المستمرة على أنابيب النفط والغاز وأعمدة الكهرباء وخطوط نقلها على خط مأرب/ صنعاء ومأرب/ شبوة وهات ما كلفته لهذه الجرائم التي خسائرها بالمليارات فيما الأمن يكتفي بالقبض على الأسماء وإصدار القوائم السوداء!! 
بالأمس تحدّث المحافظ الوحدوي ـ أحد عبد الله المجيدي ـ محافظ لحج قائلاً: "هنالك من يخطط لأن تكون لحج كما كانت أبين" ـ بالعربي "أبينة لحج" وسبَقَه أيضاً القيادي المؤتمري ياسر العواضي محذراً من "أبينة" البيضاء وقبله الشيخ "بامعلم" حذّر من "أبينة" مأرب وعدن وشبوة وبذلك باتت "الأبينة" كمصطلح "فوبيا" يهدد محافظات الجنوب وصولاً لمأرب والبيضاء شمالاً ـ القلق والمخاوف تخيم من سيناريو الأبينة المرتبط بقاعدة "أنصار الشريعة" وما خلّفته في أبين "11/2/2012م وحتى اليوم!!
مصطلح "الصعدنة" هو الآخر بمثابة "فوبيا" تَعُم المناطق الشمالية للبلاد وهو المرادف - إن جاز التعبير- لمصطلح "الحوثنة" ـ ومع حروب مليشيا الحوثي العابرة للمحافظات سابقاً وللأقاليم حالياً بعد مرحلة الحوار فإن سيناريو "الصعدنة" أو بالأصح "الحوثنة" يهدد ما تبقى من محافظة عمران وشمال صنعاء وشمال ذمار من إقليم آزال ـ كما يهدد الجوف من إقليم سبأ وحجة من الإقليم الغربي "تهامة" ويصل إلى الرضمة ومنطقة خُبان ووادي بَنا من إب وجبل صبر في تعز من إقليم الجند وغير بعيدة عنه الضالع في إقليم عدن وبات له أنصار في وادي حضرموت بالإقليم الشرقي وبذلك ضرب رقماً قياسياً في المد والتوسُّع بالسلاح أو بخلق التوترات في أقاليم اليمن الستة..
وفي خِضم هذا القحط من جوع وبرد ومخافة تعم البلاد وبعد أن تأكد لنا عجز وفشل "البطة العرجاء" حكومة الوفاق الوطني الموقرة عموماً ووزيري الدفاع والداخلية وقادة الأجهزة الأمنية بوجهٍ خاص ومع تنامي تهديدات القاعدة ومخاطر "الأبينة" المستمر من جهة في ظل استمرار ضربات "الدرونز" الأميركية غير القانونية على الضفة الأخرى ومع استمرار المد التتري "الحوثي" وتهديداته باقتحام مدينة عمران وما يعكسه من مخاوف "الصعدنة" في الشمال والتي تهدد العاصمة صنعاء أيضاً، ومع استمرار "إخوان كلفوت" أو طلابه ومقلديه في الاعتداء على أنابيب النفط وخطوط الكهرباء وكل هذا وغيره مستمر بعد مرور الأسبوع الأول من قرار مجلس الأمن رقم 2140 بشأن اليمن ـ تحت البند السابع ـ وكأن شيئاً لم يكن!!
من يظن أن الشعب اليمني لم يعد له حولٌ ولا قوة بعد أن سلمت قواه الفاعلة بالتوافق على المبادرة الخليجية ومن ثم زحفت الملايين لانتخاب الرئيس التوافقي ودخل الجميع الحوار وانتهى الحوار وتم إعلان الإقليم والبلاد اليوم على عتبات لجنة صياغة الدستور وإقراره ومن ثم إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية المجتمع الدولي والإقليمي يعلن عن مساندته المستمرة للرئيس وحكومة الوفاق وأصدر مجلس الأمن ثلاثة قرارات بناءً على طلب السلطة اليمنية وآخرها القرار الصادر تحت الفصل السابع بما فيه من العقوبات ووصولاً لاستخدام القوة ومع ذلك وفي أتون ما يعتمل على الواقع من مؤشرات انكشاف السيادة للدولة وفشل وعجز السلطة والحكومة، رغم الدعم والتأييد الدولي الذي لاشك نفد رصيده بقرار مجلس الأمن الأخير, وعوداً على بدء هذه الفقرة من يظن أن الشعب اليمني نفد رصيده فهو واهم ـ نعم قد ينفد رصيد الخارج إقليمياً ودولياً ـ لكن رصيد الشعب سيظل ينبوعاً لا ينضب ومتى غضب وضاق وهو ضيّق اليوم فإن براكين ثورته لاشك عائدة وقادمة بقوة لا يقيسها الخيال وبإرادة أقوى من الجبال وعندها من المستدرك القول "لا عاصم اليوم من أمر الله" و" من كافأ الناس بالمكر ـ كافؤه بالغدر" نسأل الله السلامة للبلاد والعباد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد