;
محمد أمين الكامل
محمد أمين الكامل

الشعب في اليمن كله جروح 1220

2014-03-06 15:03:17


من يعالجها؟ ومن يعمل على التئامها وعلى تطهيرها من الجراثيم والبكتيريا والأوبئة والأطماع والفتن؟ من يطفئها؟.
 لقد سببت لنا الجروح التي تجرّنا إلى المهالك والعاهات ماذا أصابنا؟ لماذا سلمنا أمرنا لمن يضعون السيوف على رقابنا؟ ولعل الشخصيات والوجاهات المرتبطة بالعمالة تبحث اليوم وبإصرار عن المهالك والدمار ويشعلون في اليمن النيران وكأن الشعب أوراقاً تساقطت من أشجارها التي احترقت، إنها المعاناة في اليمن للإنسان لم يعد يرى في وطنه الأمان والاطمئنان بقدر ما يرى الظلام والفرار إلى دول الجوار، لقد حطم الوطن ومزق الشعب بسبب صراع الأحزاب والجماعات وقد أحدثوا في عصرنا لنا الجروح وجعلوا حياتنا كلها حروب وهزات وأزمات، أنستنا حتى شهادة الميلاد ومكان الإقامة كله أفاعي وحشرات وبعض المسئولين والمشايخ والوجاهات داخل القصور وعليهم حراسات ويمنعونه من الاقتراب من أحواشهم ، نسوا ما يتعرض له هذا الشعب لكنهم يقومون برعاية الكلاب وتلبية مطالبهم، ومن نتائج الصراع على السلطة أنتجوا لنا شباب يبحث عن اللهو والتخزين للقات وحب الشهوات وكأن الزمان عندنا يتوقف عن طلب المعالي والطموح، لكن التسلط وأدواته النصب والاحتيال والاستغلال ونشر الشائعات تتبدل ومن جماعة الإقطاعيين إلى مجموعة البرجوازيين وعلى عهد الأتراك عندنا والمشيخات والسلطنات تم في بلدنا بناء الحصون والقلاع وبداخلها المدافن والبرك والسلاسل والنقوش وأماكن الجلوس على ظهور وجهد المساكين من أجدادنا وعلى عهدنا وعهد آبائنا تم بناء القصور مع مسابح البخار والسجاد من تركيا وإيران والتحف من سويسرا من قوتنا وعرقنا، اليمن لن تتغير وهؤلاء أمامنا وهم من أبقونا على جروحنا وجوعنا لم نشبع ولم نتذوق طعم الحياة منذ أن حكمونا وباسم العلمانية وباسم الدين خدعونا ، ويا للأسف لا توجد لدينا مراجع توقف التصعيد والفساد والإرهاب الذي يمارس على نظر وفكر الأحزاب والجماعات, وعصرنا يا رب عصر التطور والانفتاح وما زالت أوضاعنا استنفار في أكلنا وشربنا ونومنا وعدم الاستقرار، والروتي وحجمه ووزنه شاهد عيان مع بقيه البلدان، نعيش على نفس المشاهد التي تتكرر ما بين الحكومات وتلتقي الأفكار التي تعزز المصائب لنا وترفدها بتعميق الجروح والحروب, وهي المكسب والفوائد للظالمين والفاسدين والشعب صابر ومتنقل يستجدي العطف عليه ما بين المساجد والشوارع والمستشفيات, مريض وشحات وكم في كل المحافظات نائمين بيوتهم على الرصيف وكم عندنا من عريانين ومجانين ويا ما عندنا من نشالين ومحببين ومتقطعين وما أكثر العاطلين، أين منهم المسئولين والعلماء والمثقفين، ماذا فعلت لهم الأحزاب والجماعات؟ وهم ما زالوا على خططهم التي تنقلنا إلى معادلة تبقينا أحياء على واقع الأموات, اجلس معك لكي أقتلك ويجب أن تنتظر لكي أحميك شعار تقدمه لنا القيادات والشخصيات والوجاهات وقادة المليشيات المحسوبة على الأحزاب والجماعات, وفي ظل هذا التوجه سجوننا مليئة بالشباب ومقابرنا ممتلئة على ذمة صراع الأحزاب والجماعات، وكم يا جياع وكم لقم نحتاج لنضعها في جوف كل جائع ومحتاج لقد نمت نزعة التسلط والاستحواذ بخصائص لم يجهل الكثير مصدرها وفي هذا الزمان من عليه الطاعة ليس له حق السؤال, لماذا العلماء متحزبين في بلدنا؟؛ لأنهم غارقين في حب الدنيا بدلاً من التفرغ لنشر الفضيلة وهكذا نظل نحن الشعب تابعين ومنهم العلماء والمثقفين للمنتصر من المتصارعين الذين يلهون ويعبثون بالأموال وما أرخص جثثنا عندهم في سبيل الانتصار .
وكأن الماضي ما يزال ممتداً وما يحدث من التطور لا يتجاوز الأسماء أن صوت البنادق اليوم تطغى على صوت الوعاظ المحسوبة على الأحزاب والأقلام المأجورة البعيدة عن مناصرة قضايا المواطنين ونهجها للإثارة والتحريض وتعاد الوقائع من جديد وترتفع أصوت المنافقين؛ لأنه لا يوجد من يستوعب الشعب بطموحه وآماله وتطلعاته في العيش بسلام وأمان وتظل الخيانة والاستغلال وتغيب الرقابة وأحياناً السؤال ويحدد مصير الرأي العام على نظر مفكري الأحزاب والجماعات والوجاهات وتطول مدة الانتظار عند اليمنيين في المهجر ومنهم في داخل الوطن عائشين على قلق مما يحدث من دمار وتأخر للمنجزات ويتم احتكار السلطة وتصبح الديمقراطية عند الأحزاب والجماعات هي وعود وشراء أصوات البرلمان والمناقصات والمحليات في اليمن في بحور المنافع، برامج وخطط كلها عبث واستهتار وتضييع مئات الملايين ما بين المقاول والوزير والمدير وتوقيع المستخلصات وبدل الإشراف ومشاريعنا بعد سنة على الأكثر تحتاج إلى ترميم، وهذا هو سبب ظهور الثراء وأهله قليل والفقر وأهله كثير، ولم يستوعب الحاكم في بلدنا بأن تهاون المسئول قد يؤدي إلى سقوط الحاكم وهكذا يغرق الآلاف والملايين من اليمنيين في فساد فاسد أو عبث عابث بل ربما يعتذر للحاكم عن المسئول الذي قصر أو أجرم، وفي غير اليمن الأحزاب لا تتوقف عن البحث للمنجزات وتزداد للمواطنين الآمال، وفي اليمن الأحزاب تتعاقب وتتقاسم الحكومات ومعها تزداد الآلام فتفقد معها الحكومات المبررات ويزداد الانفلات وتصبح الدولة بكل أجهزتها بدون ضوابط أو انضباط وتبدأ المهاترات والمكايدات، وينحصر اهتمام الأحزاب والجماعات في بلدنا على الاحتفالات والمناسبات باستمرار بقائها وتتنوع المغالطات لهذا الشعب في رسم المؤامرات واستمرار نهج المخالفات بنهب الثروات المتاحة وتغرقنا القيادات الإدارية والحزبية في القروض والمساعدات، ماذا حققنا في حياتنا وفي ظل تعدد الأحزاب والجماعات سوى الدمار وثبوت التهمة على كل من تقلد المناصب من المسئولين بثبوت الثراء على حساب الفقراء!.
 ولو عقلنا ما زادوا علينا الأحزاب والجماعات ومن أين تكون البداية تكون من إصلاح أنفسنا وأسرنا وحب بلدنا وحسن الاختيار وعدم تصديق سماسرة جمع الأصوات في الانتخابات للنواب والمحليات، وتقديم التضحيات، فهل يوجد من الأحزاب أو الجماعات من هو من كوادرها على هذه الصفات التي تقدم مصلحة الوطن على كل المصالح للأحزاب والجماعات، وأين نحن الآن؟.
 إننا في بطون الحيتان البشرية لم نرى النور والإيرادات تصرف على التباب والقصور والسيارات والشعب محتاج موظف وفلاح وشحات وما زلنا في ظلام الإعلام وطمس ما لدى الرأي العام من متطلبات والذي أشغلوه بالبحث عن الكساء والطعام وارتفاع الأسعار وتوفير الإيجار والغريب أن الحكومة دائماً ليست مسئولة على كل الأحداث والأزمات وعلى ما يحصل من انفلات وتفجيرات وعدم معاقبة الجماعات والأحزاب والمشايخ على ما ترتكبه من مخالفات ضد هذا الشعب والوطن، ومن زمان لم يتم بناء دولة بل نظام على طريقة المداراة والمراضاة للأحزاب والجماعات والشخصيات ولو لهم أضرار على الآخرين أو إجرام ما على الشعب سوى الصبر والتحمل وعدم الانفصال عن تبعية الأحزاب والجماعات، وسيبقى أغلب الشعب دائماً سؤال حتى يتم التغيير ووصول الأبطال والأحرار والمخلصون والشرفاء إلى مراكز القرار وتولي البلاد الأخيار الذين يعتبرون بأن ما يؤخذ زيادة أو خارج المرتب حرام، وأخذ سيارات الدولة خارج الدوام حرام، والغش والعمولة والرشوة والاحتيال على المال العام حرام، وتوظيف الأبناء والأقارب على المستحقين من بقية المواطنين حرام، واستغلال الوظيفة العامة للمصالح الخاصة باسم المذهب أو المنطقة أو القبيلة حرام، والتفريط بالحق العام والخاص حرام، ورفع السلاح على الدولة والتجول به إجرام، وأكل القات جهل وظلام، اليمن في عهدهم ستكون إن شاء الله أفضل البلدان، اللهم وقربهم ومكنهم من الوصول والجلوس في مراكز القرار يا قاهر الظالمين ويا ناصر المظلومين يا كريم يا عظيم يا رب العالمين!! حقق أمنيات ورغبات اليمنيين، اللهم آمين .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد