;
د. عبد الله بجاش الحميري
د. عبد الله بجاش الحميري

الوصاية و عودة الاستعمار (2-2) 1129

2014-03-06 15:01:32


المشكلة في مشروع قرار مجلس الأمن أنه قائم على حق التدخل بموجب الفصل السابع في الشأن اليمني, في حال تهديد السلم والإخلال به، وهي كلمة مطاطة وخطيرة تمنح المستعمر التدخل في كل صغيرة وكبيرة تغاير مصالحة، لأنه سيدخلها تحت هذه العبارة المطاطة لأن المشروع يفتقد للتقييد ولم يحافظ على الثوابت اليمنية كالوحدة والعدوان عليها، وهل الدعوة إلى انفصال وفرض السيطرة على الأقاليم والمحافظات بالقوة العسكرية كما يفعل الحوثي يدخل في هذا أم لا؟، والمشروع يتدخل في كل صغيرة وكبيرة فمثلاً: يضع باقي تنفيذ المرحلة الانتقالية تحت وصاية مجلس الأمن، مع أن المرحلة التي تضمنتها مبادرة مجلس التعاون قد انتهت فلم يحدد باقي المرحلة، وما الإجراءات التي تتخذ لتطويل الفترة الانتقالية، وما الطريقة القانونية لبقائها، ومن الخطورة التي تجعلنا تحت الوصاية أن مجلس الأمن سيعين لجنة تحدد كل من يستحق العقوبة من الأفراد أو الجماعات دون ضابط، وهذه وصاية استعمارية تحت مجلس الأمن واللجنة التي يشكلها مجلس الأمن لا يمكن أن تكون متحركة إلا بمصالح دول تحبذ التدخل في شان اليمن، نحن نريد مواصفات دقيقة تحدد تشكيل هذه اللجنة، ويجب أن تكون محايدة لا تتبع لأي دولة لها أطماع في اليمن، كما نريد المواصفات التي يستحق فيها الفرد أو الجماعة العقوبة ويصدق عليه أنه معرقل، ومهدد للسلم، وإلا فإن كل مظاهرات سلمية للمطالب المشروعة والثورة ضد الفساد، يمكن أن تكون معرقلة، خاصة إذا كانت القيادة تنفذ مطالب الغرب ومن له أطماع في اليمن، فالثورة ستفسر بأنها تهدد السلم اليمني والدولي ولو كانت سلمية، ومن يستحق وصفه بممارسة الإرهاب.
 إن مصطلح الإرهاب حتى اليوم كل قوة تفسره بمن يمتنع عن تنفيذ مصالحها أو تتوقع تلك القوى أنها يمكن تهدد مصالحها، ولهذا أصبحت جماعة الإخوان في مصر إرهابية، مع أنها هرمت وهي تناضل سياسياً ودعوياً، وتربي أتباعها في مصر على السلمية والصبر، ودخلت ميدان الديمقراطية ولذلك تركها كثير من أتباعها، وكونوا جماعات تناهضها معتبرين أن الجماعة مهادنة للحكام، لكن لكونها وصلت للحكم بالسلمية أصبحت إرهابية لتوقع الغرب أنها تهدد مصالحه وتوقع الفاسدين أنها ربما تحارب فسادهم، وباقي الخبر عند الأستاذة الفاضلة (توكل كرمان) التي ارجوها وألتمس منها بصفتي الشخصية، هذه المرة أن تتأنى كغيرها من الناشطات ولا تندفع في التوعية بقبول هذا القرار إلا بعد دراسة جادة وتقويم قانوني لمصالحه ومفاسده، ولا يغيب عن المشهد الرئيس السوداني إرهابياً، وحركة المقامة الفلسطينية إرهابية، وهذا أمر خطير يجب على قادتنا أن يدرسوا قانونية هذا المشروع ويزيلوا العموميات منه، ويجعلوا الثوابت الوطنية كالوحدة داخلة في تهديد السلم اليمني لكل من دعا إلى الانفصال والسيطرة على الثروات ومنع اكتشافها مهدداً عدوانياً على الشعب، نحن بحاجة لنوقف التصفيق والتهليل لكل ما جاءنا من الخارج، والتعامل معه بمهارة عالية الجودة، وعدم الاستعجال بقبولها ونطلب من كل مكونات الشعب اليمني بكل فئاته السياسية والعلمية والقانونية والعلماء الربانيين دراسة هذا المشروع، ونطالب من كل القانونيين في اليمن التمعن فيه، والاستعانة بمن له خبرة في القوانين الأممية، وعدم الاستعجال في قبوله حتى يجرد من المخاطر، ونحن بحاجة إلى ملحق قانوني يفسر المبهمات الخطيرة ويترك التدخل لمطلب شعبي وليس لمطلب حكومي، فنحن دولة نتمتع باستقلالنا فلا تعيدوا الاستعمار بعد التحرر منه، ومن المهم أن يقرأ القرار وينظر كم مرة ذكر فيها المبادرة الخليجية، التي انتهى زمنها ولماذا، فلما لا نصنع نحن وثيقة نكمل فيها مرحلة الفترة الانتقالية إذا كان ثمت ضرورة لها ونضع إجراءات محددة تعطي الجميع الحق وتزيل التسلط ومعالم الخلاف.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد