القرار الأممي رقم 2140 بشأن اليمن جاء في وقته؛ ليحسم الموقف, باعثاً برسائل قوية للمعوقين, ومحدداً وبوضوح كيفية معالجة مواقفهم السلبية تجاه عملية التغيير, راسماً شكل اليمن الجديد _ دولة وإنساناً _ في قادم الأيام ..!
تباينت ردات فعل اليمانيين تجاهه ما بين ساخط مشوش, وصامت مقلق, ومرحب بحذر, وصخب مزعج أثاره البعض, رافعا صوته باعتراضات شتى.. تجعله في موقف "يكاد المعيق أن يقول خذونا"!!
بإمكاننا إهدار المزيد من الوقت في نقاش عقيم حول صدق, وأحقية القرار الأممي؛ غير أن ذلك لن يجدي نفعا؛ فنحن لسنا أكثر من جرم صغير في أكوان العالم المادي المصلحي!!
فمن الحذق والكياسة الاعتراف بذلك, واللعب في مساحة الممكن لاستثمار هذا القرار, والخروج منه بأفضل النتائج لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا الوطن الممزق!
العالم الأول يسعى بحده وحديده لإخراج اليمن من حالة الفوضى والفساد ومآزق شتى مهلكة, رعاية لمصالحه في المنطقة ليس أكثر..!!
ومن باب أولى أن نسعى نحن أصحاب الشأن لإنقاذ وطننا الغالي من مصير أسود تخطط قوى الشر لقذفه في أتون نيرانه المحرقة..!!
ثمة من يريد تحويل اليمن إلى كولومبيا الجزيرة العربية!!
ففي السنوات الثلاث الأخيرة تزايد نشاط أباطرة السلاح, ومهربي المخدرات, ونخاسي الرقيق الأبيض, وأظهر الكل نشاطه بجرأة وصلف مخيف!!
واستوطن المتطرفون أراضي معلومة من اليمن..!
أصبحت أرضنا الطيبة مرتعا للجريمة المنظمة, وقبلة لمافيا الإفساد في الأرض!
هذه المهددات الكبرى هي أعظم من المشاريع الصغيرة التي يتهالك المتهالكون في نزاعهم حولها, وسكوتنا عن تنامي هذه الأخطار واستفحالها يعد خيانة عظمى للوطن!
كل ثائر حر, ومواطن صالح محب لوطنه لن يرتضي هذا المصير الأسود لليمن, ولن يقبل أن تتحول بلاده لكلومبيا العر ب!
اليمن وطننا المبارك أعطانا أكثر مما منحناه من حب وولاء..!
في اليمن فقط _ من بين دول المنطقة _ توجد قرى بأكملها تأكل مما تزرعه من حبوب الذرة والدخن والشعير والبقوليات, وحليب من أبقارهم, وبعضا من السمنة, وخضروات بساتينهم..!!
نراهم ينعمون بنسبة متقدمة من الاكتفاء الذاتي, والأمن الغذائي, حتى أنهم لم يتأثروا بالأزمات الاقتصادية المتلاحقة التي عصفت بالبلاد في الحقبة الأخيرة تأثر غيرهم!
إنها اليمن الأرض المباركة, التي تعطي وتعطي, وسوف تعطينا أكثر..
فمنذ أيام أشعلنا نيران أول بئر نفطية في الجوف !
الوطن يخبئ لنا في جوفه الثروات الوفيرة, والتي ستكفي الجميع.. فلنقف كلنا ملتفين حول القائد الذي اختاره الله ليكون رجل المرحلة, ولنمنحه فوق السلطة الأممية سلطة الشعب, ونمكنه من أدوات القوة ليعالج بحكمته وحنكته المفسدين, ويزيل الفوضى العارمة, ويستأصل شأفة الإجرام الغارز أنيابه في أحشاء يمننا الحبيب !!
أخيراً:
في القرار الأممي تعمية متعمدة على شخوص المعوقين, وتأخير لذكر أسمائهم.. وفي ذلك فرصة للمتشبثين بهم للقفز إلى مركب النجاة, والتطهر من ذنوب سابقة اقترفوها في حق وطنهم الحبيب, وأهمس لهم:
إن اليمن الجديد قادم لا محالة كطوفان نور وغيث سرور, لن يعيقه المعوقون ولن يشل حركة نهوضه المخذلون..!
فليسارع كل ذي عقل للنجاة, والفوز مع الفائزين, وليحلق بموكب الفجر الجميل لليمن الجديد!!
نبيلة الوليدي
اليمن ...كولومبيا العرب !! 1377