التأمل والتفكير عبادة وإبداع، وعامل محوري في حياتنا، وهو لصالحنا بل هو أحد ترمومترات منسوب الإنسانية لدينا، فالإنسانية ليست مرتبة واحدة بل درجات متفاوتة، وأحد المعايير الأساسية لرصيدنا من الإنسانية هو ممارستنا لرياضة التأمل والتفكير، وهي أهم أداة لتشغيل العقل والروح معا..
إن التأمل فصل من أهم فصول كتاب التطور والإبداع والعظمة والريادة، ويشهد بذلك تاريخ النبوات والمصلحين من رجال ونساء التغيير وعظًمتهم غير منكورة حتى من اللا دينيين، من لدن أبينا إبراهيم، وما قبله يقول تعالي عن إبراهيم «فلما جنّ عليه الليل رأى كوكباً..», و مروراً بموسى «وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر، إلى خاتم الأنبياء الذي بدأ برعي الأغنام، ثم عرج على الغار يتأمل ويفكر في أحوال الإنسانية وحيداً في ليالٍ مشهودة من حياته» عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام.. إن تدريس التفكير والمنطق يساعد علي التأمل السليم، إن التأمل هو الخطوة الأولى في رحلة التحولات الكبرى للأفراد والأحزاب والمجتمعات؛ فالمتفق عليه أن العمل فرع عن التصور الذي هو في نهاية المطاف نوع من التأمل، والتنظير السليم يقود إلى الفعل السليم، والثقافة تسبق السياسة، والرؤية النقدية الواعية الشاملة أو لا لابد أن تسبق التغيير..
ولا يمكن لنا أن نعبد الله حق عبادته ونستفيد ونغير ما بنفوسنا الا بعبادة واعية للأهداف والمقاصد وشرط التغيير هو أن نتغير لنغير, وبدون هذا سنظل نكرر التخلف ونستجر مخلفات جهل البشر وننقاد للأموات ونقتل الأحياء.. والله الموفق.
محمد سيف عبدالله
شرط التغيير 1091