;
شهاب محمد رسام
شهاب محمد رسام

خطابٌ إلى الوالي 1261

2014-02-27 10:50:13


ثــم أمــا بــعد... 
نريد دستوراً لا صنماً تبول على رأسه الثعالب.
خلال إحدى رحلاتي الاستطلاعية في إحدى الكتب الدينية مررت بقصة قصيرة تتحدث عن من كانوا يعبدون الأوثان ويعتقدون بنفعها وضرها ليل نهار, حتى وصَلتُ إلى مقولتهم التشاورية المشهورة التي قالوها بعد أن دخلوا على آلهتهم لأداء عبادتهم الروتينية, ووجدوا حينذاك أن الثعالب قد عبثت بها وبالت على رؤوسها دون أدنى مقاومة منها في الدفاع عن نفسها, فاجتمعوا لتوهم وتشاوروا فيما بينهم ثم قالوا: "لا نريد آلهةً تبول على رؤوسها الثعالب".
في الحقيقة إن مثل هؤلاء القوم عاقلون ومفكرون وإن كانوا يعبدون الأوثان لأنهم استطاعوا التغلب على عقيدتهم الخاطئة التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم حين رأوا أن الآلهة التي يعبدون ويرجون نصرتها ورزقها لم تستطع الدفاع عن نفسها, فكيف بهم وكيف ستنصرهم وستأخذ بحقهم إن غدر بهم الزمان يوماً وجلب لهم الحروب والمتاعب والأمراض, فاتجهوا بعد ذلك الإحباط واليأس نحو البحث عن الآلهة الحقيقية التي تدافع عن نفسها قبل أن تدافع عن عُبـّادها.
الآن وبعد أن أنهى اليمانيون مراحلهم الأولى رغم كل المعوقات والعراقيل وبعد أن فرض النجاح نفسه فرضاً وانتصر السلام لنفسه في بلد السلاح, فإننا الأن ننتظر إنجاز بقية المراحل التي نتمنى أن يكون النجاح حليفها, وإن من أهم ما ننتظره هو ولادة الدستور الجديد لليمن الجديد.
عندما نعود غير بعيد من الأن أي ما قبل الثورة الشبابية السلمية بما كان يسمى دولة الأمن والأمان أو دولة الدستور والقانون أو ما يسميه البعض دولة النظام السابق وغير ذلك من المسميات المعروفة, ومقارنة مع ما هو عليه حالنا الآن فإننا بالفعل نجد الأمن والأمان ولكن بالرغم من ذلك إلا أنه كان ينحصر على من له قلب أو ظهر.
 لقد كانت دولة الدستور أيضاً ولا أحد ينكر ذلك غير أن ذاك الدستور كان أشبه ما يكون بتلك الأصنام التي بالت على رؤوسها الثعالب.
أقصد بهذا المثل البسيط أن دستورنا السابق كان من أفضل الدساتير الدولية وكنا نعتقد به أشد اعتقاد غير أنه كان يفتقر إلى القوة التي تدفع عنه تلك الثعالب التي تبوّلت بين مواده وأحكامه واستحوذت عليه وعبثت به كما شاءت.
إن التعديلات الدستورية التي كانت تطرأ عليه وتوجهه كزهرة عباد الشمس أينما اتجهوا ولَّى مواده شطرهم ما هي إلا خدمة لكبار القوم وأبنائهم وخراب للشعب وأولادهم.
 فكم من مادة تم تغييرها أو التعديل عليها أو إبطال مفعولها كلٌ حسب هواه ومبتغاه. 
فكان كل من خطر برأسه فكرة بعد جلسة قات أو عملية فساد ارتكبها, أو انتهاز فرصة لتقديم خدمة لأحد أقاربه أو أسياده, اتجه صوب صنم قضاء الحاجات, سارع في التعديل ورفع بذلك مذكرة رسمية إلى من يهمه الأمر ليتم الموافقة عليها وإرسالها إلى قاعة التصويت للنظر في الأمر الذي يؤدي إلى التطبيق, وكلٌ منهم تبوّل بقدرٍ معلوم حسب حاجته, وهكذا استمرت الثعالب تبول بين مواد الدستور العاجز عن حماية نفسه وهلك هنالك الناس والوطن.
فيا أيها الوالي إنني أرفع إليك خطابي هذا كمشاركة بسيطة في خدمة الوطن والمواطنين أقول لك فيه: إننا بانتظار دستور قوي يدافع عن نفسه قبل أن يدافع عنا, ولا نريد صنماً فالثعالب كثيرة ومنتشرة وكلها تتحيز الفرص المناسبة كي تبول بين مواده وأحكامه لتثبت وثنيته وعجزه أمام أقرانهم وحلفائهم.
وتقبلوا خالص اقتراحاتي ودمتم والشعب تحت ظل للدستور حماة للوطن.
Shehabrasam2@yahoo.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد