مثل النظام الإيراني الحالي أسوأ مما قبله ذلك أنهما وجهان لعملة واحدة يحملان حقداً دفيناً ليس لمنطقتنا العربية فحسب بل للإسلام أيضاً ففي الوقت الذي هلل فيه المسلمون عامة وشعوب المنطقة العربية على وجه الخصوص بقيام الثورة الإسلامية في إيران أواخر عام 79م من القرن الماضي فوجئت الشعوب العربية بسعي حكام طهران إلى إحياء روح الطائفية والصراع المذهبي العفن والذي عفا عليه الزمن بل وانتهاج سياسة صفوان التآمرية ضد الخلافة الإسلامية ومن خلال ما عرف بتصدير الثورة الإسلامية المزعومة ولم تعي طهران خطورة ذلك على المنطقة.
خاصة تلك المؤامرات الدولية القديمة والمتجددة والتي تحاك ضد المسلمين والعرب أيضاً..
بيد أن إيران لم تكتفي بتصدير ثورتها المزعومة بل سعت وتسعى إلى تدمر المنطقة وزعزعت أمنها واستقرارها خدمة لأعدائنا وأعدائها ففي خطوات متسارعة مثل سقوط بغداد في 9 أبريل عام 2003م سبيلاً لتوسع الإيراني والذي امتد إلى ما يعرف بهلال الرافدين ليصل إلى لبنان وسوريا والبحرين واليمن وأجزاء من منطقة القرن الأفريقي وشمال أفريقيا غير أن هذا التوسع ليس بغرض مساندة الشعوب في تحقيق الحرية وحمايتها من الهيمنة الأجنبية، ولكن كان بغرض فرض أجندة مغايرة لمبادئ وقيم وأخلاق شعوب المنطقة.
وما تشهده المنطقة اليوم من صراعات مذهبية وطائفية نتاج تصدير الثورة الإسلامية ففي لبنان مثلاً ظلت وستظل بيروت كانت وبات مذهبية وسياسية متصارعة كما سيظل الشعب اللبناني الشقيق يعيش مرحلة اللا حرب واللا سلم في ظل تدخلات إيران كما أن سوريا اليوم أصبحت لقمة سائغة في فم حكام طهران نتيجة لتدخلاتها في سوريا, أما البحرين فها هي تعصف بها صراعات ظلت كامنة حتى وقت قريب ومع امتداد التوسع الإيراني ها هي بلادنا الحبيبة تكتوي بنار ولاية الفقيه ومن خلال دعم إيران اللا محدود لجماعة الحوثي المتجردة على النظام والخارجة عن الإجماع الشعبي في مواصلة تنفيذ مخرجات الحوار والذي يعد نقطة انطلاق لليمنيين نحو تحقيق التغيير السلمي وحقيقة لا ينكرها إلا جاحد وهي أن كل مشاكل اليمن نتاج التدخلات الإيرانية في شؤوننا الداخلية..
ولم تكن منطقة القرن الأفريقي وشمال أفريقيا بمنأى عن التوسع الإيراني لتشكل طهران دائرة تطوق بها المنطقة في محاولة إما لتركيعها والهيمنة عليها أو فرض أجندتها الدخيلة على المنطقة والشعوب العربية, وبهذه السياسة الإيرانية الهمجية تجاه المنطقة تمثل إيران الخطر القادم الذي يهددنا جميعاً.
أحمد الكاف
إيران.. الخطر القادم 1284