اعلموا أنَّ النظامَ "السابقَ" لم يغادر مواقعه وثقافته بعد؛ كي تسموه بـ"السابق", أما النظامُ "الجديدُ", فإنَّهُ لمّا يتخلق, ولمّا يرى النور بعد!. ومن ثّم, فإنَّ اليمنَ (الوطنَ), والثورةَ, وأهلَها الحقيقيون؛ هم "وحدهم", المغدور بهم , ولو إلى حين!.
نعم؛ ما زال لسانُ حالِنا, قولَ شاعرِنا الكبير, الراحل/ عبد الله البردوني "المُبصِر .. المُستشرِف":
والأُباةُ الذينَ بالأمسِ ثاروا
أيقظوا حولَنا الذئابَ وناموا
حينَ قلنا قاموا بثورةِ شعبٍ
قعدوا قبلَ أن يروا كيفَ قاموا
ربما أحسنوا البداياتِ لكن
هل يحسون كيف ساء الختامُ
إذاً, أيتها الثائرات, أيها الثائرون: تواضعوا, وتيقظوا؛, فما زلتم ونحن معكم في بداية "نصف" الخطوة الثورية الأولى, بل "ربعها", وإن شئتم الدقة "ثُمنها", من مسافة الألف ميل المطلوب قطعها وإنجازها.. ولذا فلتكن ثورةٌ تلدُ أخرى. ولكن هذه المرةَ ثورةُ قيَّمٍ وقلم.. ثورةُ وعيٍ وفكرٍ مجتمعي بمنأىً عن مخاتلة "احتكار" الثورة, أو تحايل ادَّعائها, أو "تفريخها..
عذراً.. أنا لا أجلد (الذات الثورية) بل انتقدها بهدف التغلب على مَواطن ضعفها.. فجديرٌ بالثائرات والثائرين, إلا أن يكونوا ناقداتٍ وناقدين, من دون يأسٍ أو تثبيط..
د. محمد الظاهري
غَدْرٌ لا مُغادَرَة!! 1381