إن المرحلة التي يمر بها اليمنيون بعد مؤتمر الحوار الوطني تتطلب من كل رجال ونساء الشعب اليمني عموما ومن رجال ونساء الثورة ورجال ونساء التغير خصوصا فيما يخص متابعة تنفيذ مخرجات الحوار التعود علي تطبيق المنهج السياسي الذي يعتمد المكاشفة والوضوح في عرض المتسببين والمعرقلين لتنفيذ المخرجات وهذا أصبح اليوم من أبرز متطلبات المرحلة الراهنة ،كما أن الجرأة على قول الحقيقة ينبغي أن تأخذ مكانها البارز في الحياة السياسية، كما أن الابتعاد عن ممارسة الارتزاق والمجاملات وتحريم المراهنات والمداراة قد بات اليوم واجباً شرعياً ووطنياً على الجميع الالتزام به، بل وينبغي أن يكون عنوان المرحلة الراهنة ،على اعتبار أن استخدام تلك الأساليب خيانة وطنية وإجراماً في حق الوطن ومستقبل أجيال اليمن ومن متطلبات المرحلة اتخاذ القرار المدروس المبني على الرؤى الموضوعية فهذا هو الطريق الواضح الذي يقود إلى المصير الأكثر وضوحاً.
إننا جميعاً وكل العقلاء نشعر بأن رئاسة الدولة والحكومة بأمس الحاجة إلى الجرأة على اتخاذ القرار الأمين الذي يعزّز الوحدة الوطنية، ويقدس الالتزام بالنظام والقانون و الوفاء بحق الانتماء للوطن ومقتضيات النهوض الشامل بمتطلبات الحياة الكريمة لأبناء الشعب، وأن على صنّاع القرار أن يعملوا على إنجاز المهام الوطنية بأعلى درجات الجاهزية والاستعداد المطلق لتحمل أمانة المسئولية لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني لإخراج اليمن من حالة الركود الذي وصلت إليه الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية..
إن الجرأة على اتخاذ القرار مطلب ملح ينبغي أن يشغل حيزاً كبيراً في حياة متخذي القرار وأن يكون الجميع على قدر من الحنكة والدراية والخبرة في هذا المجال، ولا يجوز أن يصاحب ذلك العشوائية والأهواء والنزوات الخاصة مطلقاً، بل ينبغي التحرر المطلق من كل المؤثرات السلبية التي تعيق مفهوم الجرأة على اتخاذ القرار السليم.
إن واجب الوقت الشرعي والوطني هو استعادة هيبة الدولة ورفع الوعي بقدسية النظام والقانون والمطلوب من كل القوى الاصطفاف حول الإرادة السياسية الواحدة لإنجاز مهام المرحلة الانتقالية بإذن الله.
محمد سيف عبدالله
التحرر من الوصاية 1195