;
شهاب محمد رسام
شهاب محمد رسام

الفتوحات الغربية..عبر الشقيقة السعودية 1318

2014-02-22 08:30:09


ما أجمل أن تقرأ عن التاريخ الإسلامي والفتوحات الإسلامية وعن أبطاله الفاتحين الذين اتجهوا شرقاً وغرباً, شمالاً وجنوباً لفتح بلدان العالم وتحرير شعوبها من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد, من الظلم والهيمنة إلى العدالة والمساواة ومن العبودية إلى الحرية, فاستخدموا بذلك قوة دينهم وعقيدتهم واعتمدوا على القبضة الموثوقة للسيف على ظهر خيل غير مدرع ضد النبال وقذائف المنجنيقات.

لا نفط يوم ذاك أو موارد, لا منظماتٍ أو مجلس أمن, ولا صحافة أو إليكترونيات, ولم يكن هدفهم بناء اقتصادهم وهدم اقتصاد الغير والحصول على مصادر لجلب الأموال, أو أنهم في إطار البحث عن عناصر تخريبية أو شبكات وخلايا إرهابية بل كل ذلك كان من أجل ما ذَكرتُ أعلاه, أي من أجل حقوق الإنسان وكرامته و حقوق المرأة وكرامتها ونصرة المظلوم وتهدئة الأوضاع وغيرها مما هو معدوم الآن وكل ذلك نجح بنسبة 100%.

كل عمل أنجزه أولئك الأبطال -رضوان الله عليهم- مازال مفعوله سارٍ حتى يومنا هذا, وبالطبع لم يكن هناك حلفاء أو قوات أجنبية تدعمهم أو تشرف على ما يقومون به من إنجازات, وهم بذاتهم لم يقفوا هنالك أوصياء أو مالكين لمن حرروهم أو ساعدوهم على التحرر ولم يأخذوا مقابل ذلك أموال أو ثروات أو استخدموهم وممتلكاتهم من أجل أنفسهم, بل صنعوا الجميل ورحلوا وتركوا كل واحد منهم يعيش حياته بحرية وصلاحيات واسعة, لا أحد يرفع صوته على أحد إلا بالقانون وهكذا انتصروا وانتصر لهم الزمن وفتحوا بلدان العالم.

إن الربيع العربي والذي مازال يتوغل في البلدان العربية منذ بضع سنين كان بمثابة ثقب المفتاح المنشود للدول الغربية ذات المطامع والمصالح الدينية والسياسية والاقتصادية وغيرها والتي كانت تحفر في مكان آخر باحثة عن ذلك الثقب بطرق أخرى حين ظهر لهم فجأة فرصة سانحة وكشاهد على البراءة في عدم صناعة هذا الربيع.

عندما بدأت هذه الثورات التلقائية في الوطن العربي, أخذت الدول الأجنبية نفساً عميقاً يدل على الوصول إلى الهدف بعد طول عناء, واتكأت على سور الأمم المتحدة ومجلس الأمن وبدأت وبكل صبر وحكمة تنهش في أجساد الدول العربية دولة دولة مستغلة بذلك معاناة الشعوب من الظلم والفقر والفساد واستعانت بعملائها من الداخل وحلفائها من الخارج واتجهت نحو تحرير الشعوب وإقامة حقوق الإنسان وعلى رأس ذلك حرية المرأة العربية.

 رياح عكسية من حيث المبدأ والمضمون والهدف المتعدد الشكليات في سبيل رد الفتوحات والانتقام لأجدادهم والانتصار لمبادئهم وتقاليدهم ونشرها في الوطن العربي والإسلامي.

إن ما يحدث اليوم في اليمن ومصر وسوريا خصوصاً وغيرها من الدول العربية عموماً هو ما كان متوقع أن يحدث في السعودية ودول الخليج والذي بالفعل كان قد بدأ الحدوث ولكن الله لم يرد ذلك لشيء هو أعلم به, فليس هم من أراد رد ذلك فلا قوة يمكنها أن تقمع إرادة شعب حر حين يقول الله لها كوني لتكن.

وكما نلاحظ أن هذه الثورات لم تكن إلا في الدول المنشودة والمرغوبة للغرب وكل تلك الثورات مازالت غير قادرة على الوقوف على ساق النجاح وكلما بدأت بالوقوف أُتُّـخذ ضدها التهم وغُـرِس بأراضيها القلاقل والمشاكل حتى تنهار من جديد ليتاح لهم الفرصة بالتوسع لتحقيق الأهداف.

إن بعض دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية الشقيقة هي من الدول العربية الظالمة التي إن لم تظلم شعبها ظلمت شعوب أخواتها وهى الدول الأكثر استهدافاً في الوطن العربي, وكما هو معروف بذلك من أن السعودية هي ساعد الغرب المالي وظهرها الاحتياطي والمفتاح العام (THE MASRTER-KEY) الذي يستخدموه حالياً لفتح الأبواب العربية المستعصية أو التي تحاول أن تغلق أبوابها في وجوههم.

فقد أنفقت المملكة العربية السعودية أموالهما بطريقة مهذبة "حق يراد به باطل", فبأموالها فتحت اليمن ومازال اليمانيون بفعل ذلك يرقصون بين أشواك القبيلة وسط ميدان الفقر وغلاء المعيشة, وبأموالها انتهكت حقوق الإنسان وقتلت اليمنيين ببعضهم البعض, بأموالها تدعم الطرفان وتلعب على الحبلين كي تبرهن لشعبها فشل الثورة اليمنية ودمار بلادهم إن فكروا يوماً بثورة مثيلة. وكلما بدأ اليمانيون تحقيق أهدافهم كلما ابتدعت السعودية مضاداَ لإفشالها أو تحميلها أعباء إضافية بدءاً بالحصار الشديد على المغتربين والعاملين في المملكة وطردهم بأعداد خيالية وتضييق الخناق على من تبقى, وانتهاء بدعم المخربين والإرهابيين لتنفيذ هجمات إرهابية تمس الجيش واستقرار الوطن, أو ليست تلك الأيادي العاملة التي تم طردها من المملكة هي دعم بشري لجماعة الحوثي الذي استقبلهم بكل حفاوة متوعداً لهم بالانتقام من هؤلاء الظالمون؟ إن لم يكن مقصوداً كما يقول المدافعون فإن هذا الأمر قد تم, ومازالت الغير مقصودات تتزايد.

لا سيما وأن الهبة الشعبية في حضرموت في الدعوة إلى انفصالها عن الجنوب كدولة مستقلة هي إحدى الخطط السعودية لضمها إلى المملكة إلى جانب ما أخذته من محافظات أخرى من قبل حيث وأن المملكة العربية السعودية تحوي الكثير والكثير من رؤساء الأموال اليمنيين التابعين لمحافظة حضرموت والذين من شأنهم سيدعمون وبقوة ذلك المواطن المسكين من أجل الانجرار خلفهم وتحقيق ما تبحث عنه السعودية في اليمن.

 فلا أقول أن السعودية هي الوحيدة في هذه اللعبة الخليجية الغربية الخبيثة وإنما هناك العديد من دول الخليج تدعم هذه الأشياء القذرة في كل الأقطار العربية ولكني هنا أخصص السعودية نظراً لما تقوم به من دعم غير عادي خاصة في بلادنا لبعض المشايخ الخارجين عن الإنسانية في مقابل الحماية للمصالح السعودية في اليمن ولكم أن تحكموا ماهي تلك المصالح.

بعد أن استطاع المصريون إغلاق بوابتهم أمام كل الطامعين وانتصر الجيش قبل الشعب, استُخدمت هنالك السعودية بأموالها لفتح مصر وإدخال شعبها القوي في عراك سياسي حتى تحول إلى صراع مذهبي وعقائدي, فبأموال السعودية أُعلِنَتْ جماعة الإخوان المسلمين في مصر منظمة إرهابية.

 في حال لم تستطع أن تدعم في نفس المجال لإعلان جماعة الحوثي في اليمن جماعة إرهابية رغم العداء الشديد الذي يظهره الطرفان لبعض, ورغم الخسائر بينهما في حرب حقيقية, وهذا يعني أن السعودية تخش الحوثيون كونهم قطعة من إيران وكون إيران قطعة من الغرب.

استطاعت كل من إيران وإسرائيل العبث بسوريا وتدميرها عن بكرة أبيها وذلك بعد أن رُسم على بابها وجوه شيعية وإخوانية إيرانية وتركية مزيفة, فأنفقت السعودية الأموال الطائلة والثروات الهائلة من أجل محاربة إيران في سوريا ومقاتلة تركيا في سوريا وتحصين إسرائيل عبر سوريا.

وما زال ذات المفتاح بأيدِ الغرب يُستخدم لفتح أي باب عربي ممن شملتهم عاصفة الربيع حاول الإغلاق دونهم, واستخدامه أيضاً لمحاولة فتح أبواب جديدة, ففي نفس الوقت وبعد أن نجح استخدامه لفتح الأبواب المنشودة, بدأ مستخدموه التعدي على أبواب أخرى مثل تركيا غير أنها كانت محاولة شبه فاشلة, والغريب في هذا أن من تلك المحاولات الجانبية كانت لأبواب دول مجلس التعاون الخليجي والتي هي في المقابل من ذات الصنف تدافع عن نفسها بذات المبادئ المالية والقيم النفطية والعداءات الطائفية والعقائدية وغيرها.

فإذا كانت الأموال التي تضخها السعودية ودول التعاون الخليجي لدعم الدول العربية مبدأ حقٍ وحبٍ وإنسانية فلماذا تُدفع هذه الأموال أمام العالم سياسياً مشروطاً وليس اجتماعياً صامتاً؟ ولماذا تدعم في المقابل الحروب والتجويع سراً عن طريق عملاء لها باسم السلام والأمان؟

 إن تلك الأموال التي أُعلن عنها في كل وسائل الإعلام ما هي إلا تغذية لمصالحها وحماية لعملائها وخدمة لحلفائها وانتهاك للإنسانية والموت للشعب المدعوم.

بناء على ذلك فإني أقول لكم أيها الداعمون: دعوا اليمن لليمنيين فشكراً لكم ورزقكم الله أضعاف ما تنوون به دعمكم وحفظ شعوبكم الحرة من كل مكروه, وعفواً فليست كل الحريات والشعوب تُشترى بالأموال.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد