مات الأب وترك لهم ثروة كبيرة ما بين أراضي ومباني ومحلات وأموال وذهب وسيارات وما إلى ذلك من أثقال الدنيا.
في وجوده كانوا يبدون كأسرة متماسكة ومتحابة إلى حد ما لكن بعد وفاته بأقل من ثلاثة أشهر تغيرت تلك الصورة تماماُ تحول الكل إلى أعداء وانقسموا إلى فرق بسبب تقسيم الميراث الذي لم يرضي أحداً منهم لأن الوالد قبل مماته قسم كما يحلو له على ما يبدو وليس بما يرضي الله سبحانه وهاهم يكادون ويخسرون كل ما يملكون للمحامين والقضاة الذين يحكمون لمن يدفع أكثر.
غريبة هذه الحياة الفقير يتمنى فقط أن يشبع والغني لا يشبع أبدا ونحن قوم بلا شك مسلمون ولأننا كذلك فقد أنزل الله تعالى لنا دستوراً وتشريعاً سماوياً لا يأتيه الباطل من بين يدييه ولا من خلفه عن طريق نبي أمين لا ينطق عن الهوى أعترف الجن والإنس بصدق نبوته وعظيم رسالته.
إذن لماذا لا نتحاكم بحكمه ونرضى بشرعه؟ وهو سبحانه أعلم بما ينفعنا ويضرنا
وفي السياسة كذلك نرى الحكام يركضون كالبهائم خلف دساتير وقوانين وتشريعات من صنع البشر وبشر ليسوا على ديننا ومع ذلك نتفاخر ونتسابق على إرضائهم ونأمل في ذلك أن نجد خيراً ولن يكون أبداً فنحن كما قال الفاروق رضي الله عنه " قومٌ أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله "
فلسطين منذ ستون عاماً يحتلها الصهاينة ويذيقون أهلها الهوان والمسلمون منذ ذلك الحين ينتظرون أن تنتصر لهم قوانين الأمم المتحدة ثم ها هي سوريا لا نعلم ما يجري فيها على وجه التحديد غير أن منظر الناس وهم يشردون في كل بقاع الأرض تاركين ديارهم وعزتهم خلفهم هرباً من الموت فقط, أما الحياة الكريمة فلن يجدوها أبداً خارج أسوار وطنهم ولازال المسلمين ينتظرون أن تهتف الأمم المتحدة بكلمة فيها الفرج والنصر.
نتكلم بصوتٍ عالي عن كل مسميات الحكم التي تأتي من تشريعات الأمم المتحدة لكننا نخفت أصواتنا ونتكلم همساً حين نطلب الحكم بشرع الله خوفاً أن نوصم بالإرهاب أو التخلف وأي تخلف وهوان أكثر من أن تتحول من متبوع وقائد كان ذات يوم يملئ الكون عدلاً وإيماناً إلى تابعٍ مسير بيد من لادين له ولا خُلق
فرقتنا المطامع والأهواء يسرة ويمنة وشتتنا الخلافات والصغائر والضغائن وتفرقنا وتشرذمنا وهنا على الناس حين هنا على أنفسنا وأنسانا الله أنفسنا حين نسينا دينه وشرعه ورجونا العزة بغيره وما العزة إلا بالله وبدينه وشرعه
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}
"صدق الله العظيم " الحديد
جواهر الظاهري
غريب....!! 1451