لو تأملنا وحققنا في جولاتنا السابقة وما ألحقت بالوطن من أضرار جسيمة وخسائر كبيرة وهائلة في مختلف الجوانب الاقتصادية والعسكرية والممتلكات العامة والخاصة..
من خلال تلك الاعتداءات المتلاحقة على المقومات الرئيسية للوطن وللشعب وإحداث تشظي ومواجهات على مستوى النسيج الاجتماعي والسياسي والطائفي والقبلي..
فكل الأسباب والمسببات والأعمال والأفعال تعود إلى تقاعس وغياب الصفحة الرئيسية للحكومة وللقيادة على أرض الواقع فأصبحت اليمن من خلال الجولات السابقة مسرحاً لكل من أراد أن يقتل ويعتدي ويهجر ويستحوذ ويناهض وينافق ويعادي ويتقطع ويختطف ويساوم.. وكأن الدولة تستمع ولا تستطيع أن تنطق, وتنظر ولا تستطيع أن تتحرك, بالرغم من استقرار الوضع العام وتوفر الإمكانيات المتاحة للقيام بالواجب, ربما كان الدخول في الحوار والحرص على التوافق والحرص أيضاً على المخرجات.. هو السبب الرئيس الذي أجبر الشارع على التحمل والصبر ومعذرة الدولة.. لكن اليوم ماهي الأعذار التي ستقدمها الدولة وخصوصاً عندما تقوم جماعة أو عصابة أو حراك أو قبيلة أو قوى .. تقوم بالإثم والعدوان على المسالمين وعلى الآمنين وعلى المسافرين وعلى الساكنين وعلى المرابطين في النقاط الأمنية والعسكرية..؟
وما هو موقف الدولة عندما تتبنى قوى داخلية كانت أو خارجية دعم وتحريض وتمويل مكونات تقوم بأعمال تخريبية وعدوانية واستفزازية والسيطرة وبسط النفوذ في عدة مناطق.. تهدف إلى الانتقاص من قيادة الدولة بشكل خاص والمشروع اليمني الجديد بشكل عام.. محاولة منها لإرباك وخلط الأوراق الجاهزة والتي سيتم إدراجها في ملفات اليمن الجديد.. والجميع يدرك والجميع يعرف والعالم يعرف من هي القوى.. ومن هي العصابات؟ ومن هي الدول التي تقف ضد مشروع اليمن الجديد.. فما هو إذن دور الدولة وخاصة عندما أدركت من هو الظالم ومن هو المظلوم..؟ ومن هو المدافع عن نفسه وماله وعرضه ومن هو المعتدي..؟
ومن هو المواطن الصالح ومن هو الطالح...؟ فمن هذا المنطلق وحتى لا نفقد الأمل.. يبدو أننا مازلنا نعاني من صدمة أفقدتنا الإحساس بالوطنية وجعلتنا نبحث عن الأعذار ونتهرب من المسؤولية.. نتكلف أن نتهم المجهول في العلن.. ونفكر أن نتهم المعلوم في السر.. فالمشكلة ليس عجزاً وليس ضعفاً.. في الدولة وإنما تكمن في غياب دور الدولة الواضح.. وغياب أولئك الذين يتطلب منهم أن يفرضوا هيبة الدولة الحقيقي من الواقع الملموس وعند المشهد المنظور.. لكن ربما هناك إضاءات تلوح في الأفق القريب تؤكد وتشير إلى أن الدولة وبكل مؤسساتها العسكرية والأمنية تتأهب وتستعد وتصرح وتتواجد وتعلن أنها تحمل في طياتها الحزم والإصرار والتفاني والعزيمة القوية والضرب بيد من حديد.. لكل المخالفين والمعتدين والمخربين والمفلسين والجبناء والمنافقين.. وهذه تصريحات مؤكدة ومدعمة وصارمة ومحدثة ومتزامنة مع إعلان اسم اليمن الجديد.. فما علينا إلا أن ننتظر التواجد والحزم والفوز وقوة الدولة.. .وإما أن يتكرر الغياب والتقاعس والتخاذل ونخسر الجولة... هنالك بإمكانكم يا شعب أن تأخذوا نفس عميق.. فلا تقنطوا ولا تيأسوا.. هناك جولة أخرى تنتظركم .. والله المستعان.
د/فيصل الإدريسي
عندما تغيب الدولة نخسر الجولة! 1353