يبدو أن مشروع اليمن الجديد سيلبي طموح ومطالب كل فئات الشعب بدون استثناء.. وخصوصاً عندما تكون القيادة والحكومة والمجتمع الدولي هم من التزموا وأكدوا ضماناتهم للشعب اليمني بشكل عام ولقوى التغير والتوافق بشكل خاص على تحقيق كل أهداف وطموحات التغير وفق الآلية المتفق عليها محلياً وإقليمياً ودولياً.. وبمصادقة غالبية القوى السياسية والاجتماعية في اليمن.. فمرور المرحلة الانتقالية الأولى ربما أنجزت العديد من المهام والضمانات وأخفقت وقصرت في العديد من المهام والالتزامات, لكن هناك بعض الملفات التي مازالت تتحكم فيها وتسيطر عليها بعض القوى وتسخرها لمطالب تعجيزية ولمصالح نفوذية فردية خاصة على حساب التغير التوافقي المنشود.. فإلى هذه اللحظة وهذه القوى مازالت تصر وتتعمد التخاذل المهني والتمرد العلني والوقوف أمام مشروع اليمن الجديد.. وذلك من خلال تحريض الشارع في الشمال أو في الجنوب والمقصود والهدف من ذلك هو الانقلاب على مخرجات الحوار وعلى شرعية القيادة والحكومة وعرقلة تنفيذ مخرجات الحوار والوقوف أمام تدشين اليمن الجديد.. وربما يعود السبب إلى تأجيل إصدار القرارات المرتقبة التي تلبي طموحات الشارع اليمني.

فكان يتطلب على الجهات المعنية أن تعيد النظر وتعجل في إصدار تلك القرارات الهامة والمهمة التي يطمح إليها وينتظرها الشرفاء والأوفياء وفي مقدمة هذه الطموحات إزاحة الفاسدين من الإدارات ومفاصل الدولة الهامة.. وسرعة التوجه إلى استخدام القوة والحزم والحسم ضد المعرقلين والمتآمرين والمخربين وإطلاق سراح أولئك الثوار المعتقلين والمخفين وعدم الالتفاف إلى تلك المفرقعات والأبواق المأجورة التي تستهدف خلط الأوراق التي تتعلق بالمشروع اليمني العام.. وعلى الجهات المعنية الوقوف بحزم أمام تلك المخططات التي تستحضرها وتدعمها مخلفات الحاقدين والأوصياء..

 فلماذا الانتظار؟ ولماذا التفكير والتخطيط؟ ولماذا التسبيح والتهليل والتحفظ والمساومة لأولئك المشعوذين والمتهبشين؟ فالتحفظ والانفلات والتقاعس بعد اليوم يعتبر تآمر وخيانة والتخاذل والمساومة والسكوت على الفوضى والفساد يعتبر مذلة وهيانة والتمادي على سيادة الشعب والوطن يعتبر بيع وشراء بالوكالة.. والاعتداء على الجيش والأمن والوطن يعتبر جريمة واستهانة.. لكن هناك ما يشير إلى التخاذل والتواطؤ المتعمد من بعض الأرقام المحسوبة على جهات رفيعة في الدولة والتي ماتزال تكيل بمكيالين وتلعب على الحبلين وخصوصاً في مختلف الإدارات الاستخباراتية والعسكرية والأمنية وقيادات السلطات المحلية في مختلف المحافظات والمديريات.. ربما هي من تتحفظ وتتخاذل وتتامر وتلبي وتنفذ توجيهات أولئك المغرضين والحاقدين والأوصياء.. فهل يا ترى استوعبت الجهات المعنية برامج أولئك المسحورين والماجورين.. خلال الأيام القادمة؟ وهل أدركت الجهات المعنية غشاوة وضبابية وحجب الرؤيا عن المشهد بوضوح؟ إذن ماذا يلزمكم يامعنين؟ ويامسؤولين..حتى تصحوا وتشتحطوا..؟ أفيدونا حفظكم الله ..

فقط سنظل منتظرين ومترقبين صباح الغد عندما تلبى طموحات الأوفياء وتسحق ملفات المتآمرين والأوصياء.. والله المستعان.