;
محمد أحمد عثمان
محمد أحمد عثمان

الملَكيّة تطرق أبواب الجمهورية 1293

2014-02-19 11:06:30


كنا شعب إذا تكلم صمتت كل الشعوب أمامه لأن حديثه كان لا يلبث أن يغادر الألسن إلا وبرزت الأفعال جلياً على الواقع لا جعجعة طحين ولا حفيف أوراق, وأصبح هذا الشعب بنعمة من الله وكرمه كلما تحدث كلما تحركت البنادق وفعلت فعلتها نيابة عنه وعن سواعد أبناءه وعقولهم, صحيح أننا نجيد فن الحديث والحوار المتبادل مع قبول الآخر بكل ما يحمله إلا أنها تظل إجادة أقل بمراحل وسنين ضوئية من إجادتنا في استدعاء حديث البنادق والتعامل معه..

هذا التحول الجذري في طريقة التحاور لم يكن إلا أحد نتائج الملكية الجاهلة التي حكمت لزمن من الأزمان بالصوت والعصا واختزلت العلم والعيش الرغيد والسعادة المسلوبة من أفواه البسطاء في الأسرة الحاكمة دون غيرها من الناس بالإضافة للحكم الديكتاتوري الأسري تحت مسمى الجمهورية والذي يعتبر الطالب الناجب لكتاتيب الملكية الآفلين واللذين شرعنوا ما كان محرماً ومنبوذاً بين الشعب وجعلوه شيئاً مقدساً وعنواناً لحديث الشعب مع بعضه تلك الكتاتيب التي اختفت لعقود من الزمن حتى تعيد ترتيب أوراقها كانت تلعب بالزناد من خلف الستار كانت تسيطر على قرارات الدولة وها هي اليوم تصارع وبكل قوة لإعادة سمومها رسمياً وعلى الملأ ومن غير أقنعة كما كان في السابق وبوجه أكثر قبحاً وبشاعة من وجهها المحروق بدماء الشهداء يريدون العودة للانتقام من الشعب الذي جردهم من ملكهم الزائف متوشحة هذه المرة بوشاح آل البيت البريء من دنسهم ها هم اليوم يطرقون أبواب الجمهورية مستغلين غباء بعض تلاميذ جمهوريتنا الناشئة اللذين غرتهم الأموال أو أعماهم كرههم للمتفوقين عليهم وأصبحوا يسيرون بنفس مسار تلك الكتاتيب المسلحة والمتمثلة بجماعة الحوثي والتي استخدمت كل الوسائل والسبل على طريق الوصول إلى مركز الجمهورية بدءاً بمحاولة جرها إلى مستنقع الجماعة الخصب وانتهاء بمحاولة فرض حصار مطبق على العاصمة ينهكها قبل فرصة الانقضاض على أحلامها المتمثلة بالدولة المدنية..

وفي مقابل أحلام جمهوريتنا تبرز أحلام أخرى تراود خيال سيدهم المدلل فيحاول سحرته وكهنته المدججون بالسلاح تفسير أحلامه على أرض الواقع ولو فرضوها بالقوة ليبقى السؤال هنا إلى متى تظل الدولة في مقعد المشاهد لمسرحية لا شأن له بسيناريوهاتها ومالاتها, إلى متى تغض الطرف عن تساقط هيبة الجمهورية أمام غطرسة الملكية والسماح بمحاولة إسقاطها في غياهب الجهل والتخلف مجدداً, فأنياب الملكية أدخلت في عملية صيانة منذ سنين حتى تكون جاهزة لنهش الدولة ومن يفترض بهم حمايتها وكبح جماح تلك الأنياب المسوسة يكتفون بإرسال الوساطات والوفود هنا وهناك كلما ضاق خناق القبائل على الجماعة الخارجة على سيطرة الدولة والمتمردة عليها لإحلال صلح وقتي بين مسلحي الجماعة والقبائل المرابطة دفاعاً عن الجمهورية نيابة عن الجيش الذي يبدوا أن لا معنى لوجوده سوى أنه صندوق تمويل تنهب باسمه الملايين لصالح بعض القادة المتسلطين عليه وعلى قراره.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد