;
د. عبد الله بجاش الحميري
د. عبد الله بجاش الحميري

الدولة التي تحترم نفسها وتبني كيان شعبها 1251

2014-02-19 11:02:08


كل دولة تحترم نفسها تبني كيان شعبها، تعمل على السيطرة الأمنية والاقتصادية والبشرية داخل كيانها، وتقضي على المهددات الداخلية والخارجية لها، وتدفع شعبها كله للعمل داخل كيانها كل في تخصصه، دون تمييز عنصري ولا طائفي ولا أسري ولا مناطقي، ويشعر أبناؤها بالتساوي والعدل في الحقوق والواجبات، وتسرع عاجلاً بمعالجة كل عوامل الضعف والشيخوخة اللذان قد يتسربا إلى عظامها فينخرا فيها، حتى تسقط ويتفتت الجسم إلى قطع، ومن الأسف الشديد أننا بتأملنا لواقع الدول في وطننا العربي نرى أن كل دولة تقوم على بنيان هش يسقط سقفها في أول عاصفة يتعرض له بنيانها، فهي دول تقوم على التعامل الأمني لحماية الحاكم من الشعب، في الوقت الذي تعيش حدودها واقتصادها الوطني مفتوحة، لكل عدو لها من الخارج، فالقوات العسكرية والأمنية والمخابراتية والإعلامية على العدوانية داخلياً للشعب وحماية العروش من شعوبها، و وتربّى على السلمية خارجياً على كل عدو للشعب دينياً ودنيوياً.

 ولهذا تحمى المؤسسات الأجنبية وتدمر المؤسسات الوطنية، وتبنى هياكل قبلية مرتزقة داخل البلد، تكون لها صلة بالحكم وبمن حول البلاد، للخيانة عند اللزوم لهدم البلاد عند الإشارة، وكثيراً ما تقوم دولنا العربية على زرع العدوان داخل الشعب نفسه بين فئاته، وبين الشعوب نفسها بتشريعات ترفع العداء للشعوب فيما بينها في نقاط حدودية تنشئها لتكون قنابل ساخنة لتنفجر في أي وقت الحروب فيها بين الشعوب المتجاورة، وتبقى روح العداء بين الشعوب المتجاورة في حالة طوارئ يقتل كل من تجاوز الحد، حتى وإن كان أعزلاً يرعى غنمه في أرض الله أو يخدم أخاه مقابل ما يعطيه ليقيم به صلبه ويكف بها عرضه ويمون به أسرته، وتجد بعض الدول تتوسع داخل الدول الشقيقة المجاورة، مستغلة ضعف البنية لتلك الدولة التي لم تستطع السيطرة على البلاد وتحمي حدودها من الخارج؛ لأن جيشها وأمنها يحمي قصر المتربعين على عرش البلاد، وكل ذلك نتيجة وصول من لا يحسن الإدارة لرئاسة الدولة، ولا يطلب إلا تأمين مستقبله بالسيطرة على مصادر البلاد الاقتصادية وأشد جرماً، هو سيطرة القطاع العسكري على الحكم في عالمنا العربي، حيث قاد الشعوب إلى الهزائم المتلاحقة، والتخلف والاختلاف الداخلي بكل أشكاله، وترك الباب مفتوحاً لكل عدو خارجي، ونحن في اليمن جزء من هذا الوطن العربي هزيل التكوين السياسي، من عصر تمزيق الأمة الواحدة إلى دويلات هزيلة، تتبع لأجندات خارجية وفق التآمر الغربي على الخلافة، فقد مزق اليمن إلى مقاطعات في الجنوب كل زعيم مقاطعة يأخذ مرتبه من العدو البريطاني، لينشر داخل مقاطعته الجهل والتخلف وتقبيل ركب وأقدام سادة التخلف والخونة للدين والوطن، وفي الشمال تربع حكم طائفي أسري متخلف، أحرم الشعب كل مقومات الحياة وأمرهم بأن يتعوذوا بالقطران من سريان شياطين الجن إليهم في الليل وتقطرن الشعب بالقطران استجابة لنداء إذاعة الإمام، بعد أن حول الوطن لسجن للشعب، وقامت الثورة في الشمال للتخلص من هذا الكابوس، لكن عساكر الإمام تسللوا فسرقوا الثورة وقادونا بها إلى قيام الثورة الثانية ثورة فبراير اليوم، وهكذا الثورة في الجنوب تسلل لها عساكر المستعمر البريطاني وسرقوها وقادوا الشعب للهاوية ولا زالوا حتى اليوم، ومن الأسف أن الثقافة التي ينشرها الحكام، أن دول الجوار سبب تخلفنا واختلافنا ليثيروا الحروب والحقد والغل بين الشعب ومن حوله، وهي حجة داحضة، والحق أننا نحن سبب تخلفنا، فمنا من رضي أن يكون خائناً لوطنه ليتبع أجندة خارجية، ومنا من رضي أن يكون مرتزقاً يبيع استقرار وطنه ويمنع كل حكومة تريد السير نحو البناء، ومشايخ القبائل الخونة جزء من ظاهرة التخلف والارتباط في الخارج، من حق الدولة المحترمة أن تحمي حدودها وتشري أرض من يبيع عليها وتقلق أمن من تخشى منه، إذا وجدت من يستجيب لها من أبناء تلك البلد، ونحن اليوم في اليمن نعاني من هذه المظاهر كلها، فمن هنا إذا أردنا احترام الآخرين لنا علينا أن نحترم أنفسنا ونكبح جماح المرتزقة، بتأسيس دولة تحترم نفسها وفق نظام وقانون، يقدم له كل خائن ونحمي حدود البلاد البرية والبحرية، ونشكل التشكيلات العسكرية والأمنية والاستخباراتية لذلك، لتكون تلك التشكيلات أمناً داخل البلد حرباً خارجها، وليس العكس كما هو الواقع ويومها ستعود لنا حقوقنا ونكتسب احترام الآخرين لنا وسنخرج ثرواتنا التي يجب أن تصل لكل فرد في شعبنا وفق آلية شرع الله لكل فرد منا في بيته كآلية عمر بن عبد العزيز رحمه الله، وإلا سنظل في محلك سر، وربما يعود لنا نظام الإمامة من جديد، بعد أن مللنا حكم عساكره، وأنتم اليوم يا أبناء اليمن، ترون التعاون رأي العين العسكري الذي حكمنا بدلاً عن إمامه، التعاون بوضوح بين سلالة الإمامة الماضي وعساكره، الذين خلعتهم ثورة فبراير علينا أن نكف عن تحميل تخلفنا غيرنا، وننشغل بالمرتزقة الذين يبيعوننا على من يعمل لتخلفنا، فإذا تخلصنا منهم تخلصنا من كل من يتدخل في شؤوننا من الخارج ويسرق أرضنا ويمنعنا من استخراج ثرواتنا فلا تلوموهم ولوموا أنفسكم,, والتصحيح من الداخل وليس من الخارج,, فنقد الذات للإبداع هو العوض من النوم وتحميل غيرنا خللنا.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد