وصلنا في اللقاء الماضي إلى أن الثورة مستمرة حتى تُؤتي أُكلها وتقتلع الفساد من جذوره ولهذا ساهم الإصلاح إسهاماً بارزاً في تشكيل حكومة الوفاق ولم يكن كما يصور البعض أنه أخذ الحكم بل كان مضحياً بحصته في الحكومة برغم تضحياته الكبيرة في الثورة لأن الهدف ليس الوصول إلى الحكم بل الهدف الوصول إلى توافق في إدارة المرحلة وإنجاحها لنصل إلى انتخابات حرة ونزيهة وحينها سيستلم الحكم من يختاره الشعب بحريته..
وإلا بالعقل؛ هل من يملك أربعة وزراء في أربع وزارات من أصل 34وزارة يحكم ؟!.
"أفلا تعقلون"
وإن قلتم: إن مع الإصلاح وزارة الداخلية؛ نقول نعم معه وزير الداخلية والوزارة كما هي والأجهزة الاستخباراتية كما هي فلا يتحمل الإصلاح لوحده بمجرد ان الوزير إصلاحي الخلل الأمني، والذي هو امتداد لخلل سابق و ﻻ أحد ينكره والأمن لن يستتب إلا بتعاون كل الأجهزة الأمنية وبإحداث استقرار سياسي وهذا ما يسعى إليه الإصلاح بكل جهد و يتحمل ما يجري له من كيد وتشويه بسبب مواقفه التي جعلت مصلحة الوطن هي المقدمة على مصلحته كحزب، وحتى الذين يشوهون موقف الإصلاح بقصد أو بدون قصد نقول لهم: ألم تكونوا مادحيه فيما مضى؟ ,ألم تقولوا إنه حزب وطني بامتياز؟, ألم تتحالفوا معه وأعلنتم التحالف آنذاك بانه لمصلحة الوطن؟, ألم تجتمعوا مع قياداته سراً وعلناً فيما مضى وتصورتم، وابتسمتم وتعاونتم ،وكان كل ذلك لمصلحة الوطن بشهادتكم أنتم؟, لماذا صار الإصلاح اليوم بنظركم أسوداً ليس به نقطة بيضاء؟.
إن الإصلاح كان يقود ثورة سلمية على الظلم والجهل والاستبداد وبوضوح لا مكر فيه و ﻻ خداع ولو كان المكر سياسته, لكن جيشه اليوم أكبر من جيش الحوثي الذي أسسه في انشغال الثوار بثورة 11فبراير خلال 3سنوات، قياساً بعمره السياسي والثوري، لأن الإصلاح يؤمن بأنه حزب سياسي وليس عصابة مسلحة وبأن حجته أبلغ ووصولها إلى المواطن أسرع, فلا تحتاج إلى جيش يسفك الدماء لأن فكرة الإصلاح نابعة من ثقافة وهوية الشعب، وليست مستوردة من الخارج.. صحيح أن هذا يكلفه كثيراً من التضحيات ولكن أفضل من أن يدفع التضحيات الوطن، وسيظل يضحي حتى يخرج الوطن- بإذن الله- إلى شاطئ الأمان.
محمد بن ناصر الحزمي
الإصلاح والثورة (2) 1315