;
محمد مقبل الحميري
محمد مقبل الحميري

يوسف أرآد بامرأة العزيز سوءًا والثوآر إقتحموا السجن المركزي.!! 1471

2014-02-17 13:00:00


هل سنظل ندين ونستنكر ونطالب الجهات المختصة بإلقاء القبض على المجرمين بعد كل جريمة ترتكب في حق هذا الشعب، تستهدف أرواح أبناءه ومقدراته ، وتعمل جاهدة للقضاء على ما تبقى من الدولة، كنا بالأمس القريب ندين الاغتيالات الفردية من قبل عناصر مجهولة، وعلى ضرب أبراج الكهرباء وأنابيب النفط ولم يلق القبض على احد، ثم تطور الحال فأصبح المجرمون يضربون أنابيب النفط وأبراج الكهرباء ويعلنون عن أسمائهم ويمنعون الفرق الهندسية من إصلاح ما خربوه، وكانت ترتفع أصواتنا مناديةً القوات المسلحة والأمن التدخل لردع هذا العدوان ومعاقبة المجرمين وبحت أصواتنا من الاستصراخ لهذه الجهات بسرعة إعادة هيبة الدولة, معتقدين أن هذه الحالة التي وصلنا إليها هي أسوأ ما يمكن أن تصل اليه أحوالنا المتردية ولم ندرك حينها أن المخطط المراد لنا أسوأ من ذلك وان ما ينتظرنا اشدُّ إيلاماً وأنكى للجراح، واذا بنا نفاجأ بأن هذه الأيادي العابثة التي لا تمت لروح الإسلام بصلة وليس بينها وبين قيم المجتمع اليمني أي تشابه لا من قريب ولا من بعيد، بل أنها تخلت عن كل صفات الآدمية ولا أبالغ اذا قلت وحتى الصفات البهيمة أرقى من سلوك هؤلاء الشواذ الذين لم نجد لهم ولجرائمهم شبيه.. تفاجأنا بتطور جرائمهم إلى أن اصبحوا يعتدون على المعسكرات التي كنا نناشدها التدخل لإنقاذ الأبرياء والمشاريع الحيوية، فأصبحنا نطالبهم بحماية انفسهم بعد أن قتل منهم الكثير في ثكناتهم، وخير شاهد ما تعرضت له وزارة الداخلية أولاً، ثم معسكرات الجيش في شبوة وحتى وصل الحال إلى استهداف المنطقة العسكرية الثانية في المكلا واحتلالها من قبل هؤلاء المجرمين، واعتقدنا أيضاً أننا وصلنا إلى نهاية المطاف ولن تحصل جرائم اكبر من ذلك، وكانت المفاجأة باستهداف وزارة الدفاع وتصفية كل من كان متواجداً في مستشفى الوزارة بالعرضي ولم يفرق المجرمون بين عسكري ومدني ولا بين رجل وامرأة أو شاب وطفل.

كل هذه الجرائم في كفة وجريمة الدفاع ثم جريمة اقتحام السجن المركزي بصنعاء في كفة أخرى، فالسجن أساساً هو الحصن الحصين الذي يودع فيه كبار المجرمين ليتم محاكمتهم وإنزال العقوبات الرادعة عليهم جزاء ما اقترفته أيديهم من جرائم، ولذلك فالسجن هو القلعة التي يفترض أن لا تستطيع هذه الأيدي العابثة الوصول اليه.

ولكن الأكثر إيلاماً في هذه المرة انهم اقتحموه واخرجوا المجرمين من داخله وبتعاون وترتيب من بعض الساكنين حول السجن وربما بتواطؤ بعض المسئولين الأمنيين في السجن تماماً مثلما حدث في مستشفى وزارة الدفاع بالعرضي، والرسالة الجديدة في هذا الهجوم أن إعلام القوى المساندة للمجرمين أرادت إلصاق الجريمة بالضحايا على سنة" امرأة العزيز" التي أرادت إلصاق التهمة بيوسف الصديق، فأرادوا أن يصوروا أن من قاموا بهذا الهجوم كان هدفهم إخراج المسجونين من شباب الثورة، وهم يعلمون علم اليقين أن الثوار الأحرار- سواء الذين داخل السجون أو الذين خارجهم- لا يمكن أن يقبلوا بالخروج من السجن بهذه الطريقة الإجرامية، التي تشبه خروج الثعالب الأوغاد، وهم أبرياء، ولكنهم يريدون الخروج وهم معززين مكرمين مرفوعي الرؤوس كالأسود وقد ثبتت براءتهم ورد لهم اعتبارهم, قدوتهم بذلك يوسف الصديق- عليه السلام- الذي سجن ظلماً في تهمة ماكرة ولبث بسببها بضع سنين، وعندما أتاه امر الخروج من السجن بأمر الملك فبدلاً من أن يطير فرحاً به رفض الخروج وطلب التحقيق في الجريمة التي نسبت إليه وهو أطهر من الطهر نفسه، فخرج بعدها من سجنه حاكماً وعزيزاً لمصر ومسئولاً عن خزائنها بعد أن اعترف المجرمون بجرائمهم وأقرت النسوة بطهره واعترفت امرأة العزيز بخطائها وبصدق الصديق يوسف عندما دعاهن الملك وسألهن عن قضيتهن مع يوسف, "‏قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ, قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ, قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ" .. ولكن مجرمي اليوم هل لديهم شجاعة تلكم النسوة بما فيهن امرأة العزيز وأخلاقهن بالإنصاف من انفسهن ولو جاءت هذه الاعترافات متأخرة رغم أنهن لم يكن يدنّ بدين سماوي.

ما سبق سرده ليس الغرض منه تحميل طرف معين بمفرده كل المسئولية وان كنا نحمل الجهات الأمنية بمختلف تخصصاتها والعسكرية المسئولية في وضع حدٍ لهذه الجرائم التي أصبحت تهدد الوطن برمته ولم تبق حرمة لشيء في هذا الوطن، فالمجرمون لن يتوقفوا عند هذا الحد فهدفهم الوطن كل الوطن ومن ورائهم جهات داخلية ودول خارجية، ومع تحميلها لهذه الجهات الأمنية والعسكرية المسئولية إلا أن المجتمع كله يتحمل المسئولية مع هذه الجهات، كون التركة ثقيلة والمجرمين متغلغلون ولديهم عناصر في كل الأجهزة والمرافق وهذا يتطلب أيضاً تطهير هذه الأجهزة من هذه العناصر السرطانية والحشرات السامة التي لا تعيش إلا في المستنقعات, فلنطهر هذه الأجهزة حتى لا تبقى مستنقعات لهذه الجراثيم القاتلة وهنا أيضاً يأتي دور الرئيس هادي بضرورة سرعة اتخاذ قرارات حاسمة تستأصل الأعضاء الفاسدة وتبترها وعلى كل القوى تشجيعه على ذلك حتى وان كانت بعض هذه الأعضاء "الخربانة" محسوبة عليها زوراً وبهتاناً, فالفاسد ليس منا كائناً من كان "انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح"..

 فالأمر جد خطير ولن يقف المجرمون عند هذا الحد اذا لم يتكاتف الجميع ويعملون بروح الفريق الواحد وبكل الوسائل والطرق للقضاء على هذا الشر المحدق, فقوة الشر تكمن في تخاذل أهل الخير..  

اللهم وحد صفنا على كلمة سواء ووفق رئيسنا على قيادة البلاد إلى بر الأمان ولا تشمت بنا وبوطننا الأعداء.. اللهم آمين.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد