الجماهير التي خرجت يوم الثلاثاء ١١ فبراير ٢٠١٤ م في تعز وصنعاء ومختلف محافظات الجمهورية احتفاء بالذكرى الثالثة للثورة الشبابية الشعبية ، هذه الجماهير الحرة الهادرة اعتقد أنها قتلت كل امل أو حلم يراود الطامحين بالركوب على أعناق أبناء الوطن مرة أخرى ، وفي نفس الوقت عبرة وعظة للقوى الجديدة أن تدًرك أن هذا الشعب صعب المراس بعد أن صحى من غفوته وانه ماردٌ شرس ، خاصة أن الذين كانوا يحلمون بانطلاق ثورة مضادة لإسقاط الثورة بنفس هذا اليوم بحجة إسقاط حكومة الوفاق قد باءوا بالفشل ونكصوا على أعقابهم خاسرين.
وللأسف انكشفت وجوه وفضحت بعد أن كنا نعدها من الأحرار فأبت إلا الخنوع والعبودية لأسيادها ، والمرء حيث يضع نفسه ، وما على هذه الحكومة إلا أن تتعظ وترد الجميل لهذه الجماهير بأحسن منه ، بالجد وإصلاح الأوضاع ونبذ الفساد والفاسدين ، وإصلاح الاعوجاج الحاصل اليوم قبل الغد ، رغم أن هذه الحكومة لا زالت مناصفة في الوزراء ولازالت القوى القديمة تمثل نصيب الأسد في المحافظات والمجالس المحلية وكل المؤسسات والمرافق، فهي ليست حكومة الثورة ولكنها حكومة توافقية وأي إخفاق ستكون كل الأطراف شريكة فيه ، بدلا من التركيز على شخص الأستاذ محمد سالم باسندوة الذي يدير التوافق وصلاحياته في ظل هذا الوقت محدودة رغم انه قد بذل كل ما يستطيع وحمل روحه على كفه فداء لوطنه " والجود بالنفس أسمى غاية الجود".
وانا هنا بقدر ما أبرر للأستاذ القدير باسندوة بقدر ما احمّل المتحالفين وخاصة أحزاب اللقاء المشترك المسئولية الأولى للخروج بالأوضاع إلى بر الأمان وقطع أي مبرر للمتربصين الذين تحدثهم انفسهم الأمارة بالسوء انهم سيكونون البديل مرة أخرى في حال فشل هذه الحكومة ، وهذا عشم إبليس بالجنة ، وتحميلنا للقاء المشترك المسئولية ومناشدتهم الترفع وتقديم المصلحة العامة على المصالح الخاصة والحزبية كونهم الطرف المعول عليه الذي تقدم للمسئولية باسم التغيير إلى الأفضل وطالما سلكوا طريق التغيير المنشود من قبل الثورة والثوار, فسيكون الجميع معهم ، أما اذا حادوا عن الطريق فالجماهير الثائرة بما فيهم الكوادر الوطنية الحرة المنتمية لهذه الأحزاب هي التي ستصنع التغيير وستأتي بالبديل وليس البديل القوى المجربة وأذنابها المرتزقة المأجورين الذين ثار عليهم الشعب بعد أن عاثوا في الأرض فساداً عبر عقود من الزمن ، وحشد اليوم خير شاهد.. "فاعتبروا يا أولي الألباب"..
*رئيس التكتل الوطني لأعيان تعز الأحرار.
محمد مقبل الحميري
ثورة الشعب الحر تفضح الثورة المضادة 1500