2006م توجه صالح, صوب عمران لدواعي اكتساب المناعة من السقوط، في ظل تراخي هائل في نظام حكمه، يعرف تماماً حجم هذه الشبكة المعقدة، وقدرتها على تأمين دروب الرؤساء، تنادى الناس في هذه المحافظة للتغيير تماسك الأغلب منهم بهذا المبدأ حتى 2011م عام الهروب الكبير لصالح ورجال حكمه من جرأة عمران على كسر الإمبراطورية التي كان يعيشها المسخ ..
لم تبتعد عمران من الحكم ولم تكن كل المعارضة, تمتلك مساحة تاريخية للتسامي بالنضال دفاعاً عن الجمهورية لكنها لم تكن بريئة من وضع الدولة في "عمامة" الشيخ.
تلك هي عمران لا تصلح بأن تكون شيطاناً، ولا تسكن ديار الملائكة!!
باعتبار الحوثي ممثل حصري لما قبل 26 سبتمبر نتمكن من ترميزه بالشيطان الأكبر للجمهورية وملحقاتها من وحدة وعمل سياسي يُجرم الطائفية ودواعي الاستعباد.
عمل لفظ "الشيخ" كبديل رسمي للدولة على مدى حكم صالح حتى توسعت شجرة الولاء إلى كل قرية وتم إفراغ الجمهورية من مشروعها، يعرف المواطن طريقه إلى الشيخ للاحتكام في حين يرى مؤسسات الدولة مجرد حصّالة "فلوس" للشيخ وأتباعه.
لم يجد الحوثي خطراً من الحركة المدنية الناشئة في اليمن فقد استطاع التوغل فيها بالعمق لكنه وجد الخطورة في إمبراطورية "القبيلة"، أمام مشروعه القائم على إزالة الهيلمان من كل قرية وتوطينه تحت أقدام السيد.
استغل الحوثي حالة الاستقطاب الحالية في البلد ليدخل إلى جذور حاشد وعمران ويعقد الصفقات بتعاون كثيف من صالح ولوبي ولائه، يعلم الحوثي مسبقاً أنه بالقوة لن يستطيع إخماد "فزعة" رجال القبائل للذود عن مكانتهم المقدسة، لكنه قدم إليهم بعريضة العداوة بينه وآل الأحمر، وحين وصل إلى أطراف الجبال زاد شهوة من التوغل في المحافظة بعقد صفقات المصالحة مع الكثير من القبائل بذلك يعتبر عمران طريق معبد نحو الهرم الجمهوري "صنعاء" .
وحدها عمران لا يريد الحوثي مقاتلة الجميع فيها.. فقط يعتبر نصره فيها بإمكانية التواجد العلني.
المواجهة مع آل الأحمر ليست بنهاية المطاف بقدر ما ولّدت لنا حالة من القناعة بأن جغرافيا عمران لم تخرج من جغرافيا الجمهورية إلى الملكية لكنها معتقلة في سجن السيد!!. الدولة في مهمة الوسيط .. الإصلاح من غير الممكن تحركه بالسلاح .. وحدها القبيلة من تملك لحظتها التاريخية للدفع بركام الملكيين إلى جحور صعدة.
سليمان الحماطي
عمران..جغرافياً بالمعتقل!! 1274