يقول دافيد ما كي :تخاض أعظم معارك الحياة يومياً داخل حجرات صامته في الروح. فإذا ما كسبت تلك المعارك وسويت مواضيع ذلك الصراع الداخلي فسوف تشعر بالسكينة وتعرف ما الذي تريده اعتقد أن أشد مشكلاتنا تعقيداً تكمن في أننا لا نجيد لغة التصالح مع ذواتنا أولاً ..إننا فعلاً نحتاج لسلام داخلي يشعرنا بالرضا والقناعة كي نستطيع القبول بالآخر أياً كانت عيوبه وسيئاته ..ذلك السلام إذا ما تحقق أصبحت لدينا رؤية واضحة لمشكلاتنا المعقدة التي نظن أن ليس لها حل. ونحن كشعب يمني أظن أننا أشد حاجةً من غيرنا للتصالح مع ذاتنا واحترامها وإعطائها قيمتها الحقيقية وأنصاف أنفسنا من أنفسنا إذ أنا نشأنا وقد غرس في أذهاننا أنا قوم متخلفين ضعفاء غير قادرين على التجديد وأن شعوب العالم الأخرى أكثر منا ذكاءً وقوة وأن الجمال والنظافة والتطور والحرية التي ينعمون بها هي هبه منً الله عليهم بها دوننا لذلك أنبهر الكثيرين منا بحضارتهم إلى درجة الذوبان فيها وما ذلك إلا نتيجة لعبارات التحقير والاستنقاص والاستهزاء التي نرسلها لبعضنا البعض بقصد أو بدون، الأب للابن والمدرس للتلميذ والمثقف لصاحب الشهادة المتوسطة وهكذا تلك اللغة المدمرة أكسبتنا نوع من السلبية وزرعت في مخيلتنا صورة مشوهة لأنفسنا تعمقت مع مرور الزمن حتى غدت كحقيقة ثابتة لامجال لتغييرها.وهذا ما يفسر لنا حالة الجمود التي نعيشها في كل مناحي حياتنا وصلت حد أنا أصبحنا نتمنى أن نمر صباحاً من أحد الشوارع ولا نراه ملوثاً بقاذورتنا وعقدنا نحتاج لسلام داخلي يعيد ترتيب مفاهيمنا وسلوكياتنا على أسس سليمه، ذاك السلام إذا ما تحقق بدئنا عبور الخطوة الأولى في طريق تحقيق السلام الاجتماعي إذ أن كل سلوكيات الإنسان تنبع من معتقداته وأفكاره التي هي بالتالي ناتجة عن مشاعر وأحاسيس تتصارع بداخله وتتجاذب فإذا ما نضجت واستكانت استطاع أن يحيا مع كل من حوله بسلام ووئام. عقدة الشعور بالنقص و بأننا لا يمكن أن نتغير يجب أن تمحى من ضمائرنا بشكل نهائي وأن نتيقن بأن الأمر في غاية البساطة والسهولة وهو أن يغير كل منا شعوره تجاه نفسه أولاً ثم تجاه محيطه ومجتمعه ويبدأ بعمل ما هو واجب عليه بإحساس عالي بأن ما يقوم به له قيمة وسيؤثر في كل من حوله يوماً ما وإن لم يكن فهو سيؤجر عليه عند ربه وهذا أعظم من أي جزاء ألم يقل ربنا جل وعلى ((إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))