;
صالح القلاب
صالح القلاب

اليمن..خطوة توحيدية وليست تشطيرية وتقسيمية 1124

2014-02-14 12:38:44


خطوة مهمة جداً هذه التي جرى بموجبها تحويل اليمن إلى دولة اتحادية مُشكَّلة من ستة أقاليم، أربعة في الشمال واثنين في الجنوب، والمفترض أن تنهي هذه الخطوة الخلافات المستمرة منذ نحو عشرين عاماً وبخاصة وأن اللجنة التي اتخذت هذا القرار التاريخي فعلاً قد اتخذته بالإجماع وبينما يشكل واجهة الدولة الحالية «جنوبيان» هما رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي ورئيس الوزراء محمد سالم باسندوة.

وهذا خلافاً لما يطالب به «التشطيريون» ، الذين يحاولون إعادة عجلة التاريخ إلى ما قبل عام 1990م والذين مازالوا يصرون على أن يكون هناك إقليمان فقط أحدهـما في الشمال والآخر في الجنوب تمهيداً للعودة إلى «الانقسام» عندما كانت هناك دولة جنوبية تعتبر نفسها (ماركسية-لينينية) ودولة شمالية حكمها ستة رؤساء هم عبد الله السلال الذي قاد انقلاب إطاحة حكم عائلة حميد الدين وعبد الرحمن الإيراني وإبراهيم الحمدي وأحمد الغشمي الذي حكم لسنة واحدة وقتل بانفجار أعـدَّه «الرفاق» الجنوبيون في الرابع والعشرين من يونيو (حزيران) عام 1978م وعبد الكريم العرشي وعلي عبد الله صالح الذي استمر في الحكم ثلاثين عاماً والذي لا يزال يلعب دوراً مؤثراً في مجريات الحياة السياسية اليمنية رغم إزاحته بعد اشتداد هبوب رياح الربيع العربي.

والأقاليم التي جرى الاتفاق على تشكيلها بإجماع اللجنة الرئاسية هي: إقليم حضرموت وعاصمته المكلا ويشمل المهرة وبالطبع حضرموت وشبوة وسقطرى، وإقليم سبأ ويشمل الجوف ومأرب والبيضاء، وإقليم عدن ويشمل أبين ولحج والضالع، وإقليم الجند ويشمل تعز (العاصمة) وإبْ، وإقليم أزال ويشمل صنعاء (العاصمة) وصعدة وعمران وذمار أما الإقليم السادس فهو إقليم تهامة ويشمل الحُديِّدة (العاصمة) وريمة والمحويت وحجة.

والمفترض أن ينص الدستور الجديد، الذي سيتم إنجازه قريباً، على إنشاء هذه الأقاليم التي تشكل معاً دولة اليمن الفيدرالية والمفترض أيضاً أنْ تجري وفقاً لهذا الدستور انتخابات رئاسية وتشريعية وأن تدخل اليمن في مرحلة استقرار تنهي كل هذا العنف الذي يضرب البلاد وتنهي هذا الصدام المستمر منذ أعوام عدة بين «الحوثيين» ، الذين يقال أنهم متحالفون مع إيران وأنهم تحولوا من المذهب الزيدي إلى المذهب الجعفري الإثني عشري، وبين الدولة ثم بينهم وبين القبائل اليمنية وبخاصة قبيلة «حاشد» القوية المعروفة.

فهل ستنتهي يا ترى بعد هذه الخطوة الهامة جداً نزعة العودة إلى ما قبل توحيد (الشطرين) في عام 1990م وتنتهي كل هذه المساعي والتطلعات التشطيرية ويستقر هذا البلد بعد تحوله من دولة مركزية إلى دولة إتحادية لا مركزية تتشكل من هذه الأقاليم الآنفة الذكر أمْ أنَّ المؤامرات ستزداد وأنَّ الجهات التي تتلاعب بأمن اليمن واستقراره ووحدته سوف تستمر بتآمرها وسوف تواصل دعم ودفع الانفصاليين لتمكنهم من إحباط هذه الخطوة التاريخية وإفشالها والعودة إلى ما قبل عشرين عاماً.. عندما كانت هناك دولة شمالية ودولة جنوبية.. وقد تصبح هناك أيضاً دولة حوثية؟!.

إنَّ الواضح أنَّ «الرفيق»!! علي سالم البيض، الذي كان من أبرز رموز الجبهة القومية التي تمكنت من تحرير الجنوب اليمني وإنهاء الاستعمار البريطاني الذي استمر لمئة وتسعة وعشرين عاماً غير راضٍ عن هذه الخطوة وأنه سيواصل، ومعه بعض «رفاقه» وبعض الذين أفقدتهم مواقعهم وأدوارهم وحدة عام 1990م، العمل من «قاعدته» الآمنة في ضاحية بيروت الجنوبية التي أقامها حسن نصر الله كرأس جسر متقدم على شواطئ المتوسط للتطلعات الإيرانية في هذه المنطقة.

وهنا فإن المستغرب أنَّ هذا المناضل السابق والوحدوي بحكم عضويته السابقة في حركة القوميين العرب بزعامة الدكتور جورج حبش يصبح تشطيرياً وانقسامياً والأدهى والأمرّ أن يصبح لاجئاً عند حسن نصر الله ويصبح تابعاً لإيران وينسى كل ماضيه العروبي أولاً والماركسي اللينيني ثانياً, ويتحول إلى معول هدم لليمن الموحدة التي عززت وحدتها بتحولها إلى دولة اتحادية «فيدرالية».الرأي الأردنية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد