حروب تشتعل وتطحن الرؤوس بدل المحاصيل والشعب عرف ما تطحنه الطواحين ، واليمن يعيش على حروب الطواحين التي تطحن لنا الأطماع والأهواء في سبيل ، جمع المصالح والنفوذ وحب المال من زمان ولم ترى اليمن النور ولا الاستقرار منذ سيل العرم ، غزو واستبداد واستعمار وتسلط وحروب طواحين تدمر بلدنا من اجل الأطماع والأهواء والحمد لله أن من قال أنا في اليمن ذاق العناء و يا زمن سجل من ماتوا ومن بقوا طول الزمان ، اليمن باقي رغم الأهواء وطحن الشعب بالطواحين ، الشعب باقي رغم الطواحين ، لا خيار لهذا الشعب سوى كشف من يطحنون هذا الشعب وينهبون المال العام ومن هم مشائخ هذا الزمان والفرج والنور قادم إن شاء الله ولابد من نهاية لكل طاحون ومن العطل سجل يا زمن كم في زماننا من الطواحين تحطمت وتعطلت والشعب صابر والزمان يعيد نفسه في اليمن ما بين دعاة النور ودعاة الظلام ، لقد عاش اليمن بعد قيام ثورة 26سبتمبر بحرب طواحين الأطماع والأهواء ومازالت هذه الحروب مستمرة حتى اليوم وحروب طواحين الهوى حروب عبثية تمجد فيها الإنسان الذي يفترس أخاً له ويقتل فيها المسكين الضعيف ويدمر الوطن ويلوث الفكر ويؤخرنا عن التطور والمستقبل مئات السنين ، حرب ما بين فكر الثوار وهيمنة الأثوار ، مراحل عايشتها اليمن بين الحروب والمؤتمرات ودعاة هذه الحرب يحلمون ببقاء الدولة تحت النفوذ وسيطرة من نصبوا أنفسهم على الشعب أسوداً وما زالت اليمن في نفس الدوامة تستقبل حروب الطواحين وعقد المؤتمرات في هذه المرحلة وكأن اليمن مكتوب عليه يكون تحت رحمة دعاة حرب الطواحين التي تتبع نهج التبعية إما للقبيلة أو للسلالية والمناطقية والمذهبية ومن وهبت نفسها للعمالة مقابل المال من الخارج وكل هذه الحروب لم تنتج لليمن سوى الخراب والدمار والأزمات والانقسام وهدر للثروات وقتل للإنسان وبقاء اليمن يعيش على واقع الجهل والتخلف والفقر والمرض كما كان في عهود الظلام ولم يتم نقل اليمن مما هو فيه إلا عندما جاء الرئيس الحمدي بفكر الثوار وطموح الأحرار ، لكنه سرعان ما تم الانقضاض عليه ووأد حلم الثوار وهكذا اليمن ما بين بقاء وموت وظهور الأصنام والشعب تحت سيطرة فكر الأفراد المبني على واقع القبيلة والسلالية والمذهبية والمناطقية ولم تتحرر تلك القوى أو تتجدد في رسالتها للمجتمع ولم يرى الشعب في اليمن النور حتى اليوم ، لأن الرموز التي تقود المرحلة بفكرها العقيم المتخلف ترى أن لها أنصار في اليمن مع غياب قوى التنوير من العلماء والمثقفين والتي انقلبت على نفسها حتى تفرخت بعضها للالتحاق بالأحزاب والجماعات وبعض الحركات معلنة الاستسلام والخنوع وبعضها فضل الصمت والاحتفاظ برأيها خوفاً على حياتها لذلك حان الوقت وبدون تأخير اليوم لوقف حرب طواحين المال والهوى وتحويلها إلى طواحين للتنمية والأعمار ، وعلى الشعب أن يصحا من نومه ويحدد موقفه من الأحزاب والجماعات ، التي تتناحر على السلطة وصياغة مستقبلنا على طريقة فكرها الذي يعيدنا إلى الخلف مئات السنين وما علينا اليوم إلا أن نذكر العلماء بالرجوع إلى الله وترك الحزبية وان يكونوا حجة الله في الأرض والمرجعية لهذا الشعب ، وعلى المثقفين والأدباء وكل المتنورين ترك النفاق والتبعية للأحزاب والجماعات لكي يكون هم الجميع هو الوطن والشعب بعيداً عن كل التأثيرات والتخلص من كل الأفكار التي ترضي الأحزاب والجماعات ولا ترضي الشعب والوطن ونعيد لليمن مجده ونصره وعزه وترك السلاح والعنصرية ونعيش جميعاً في اليمن بسلام وأمان بالحب والوئام والقيام بالبناء والتشييد والإعمار والتحرر من فكر أمريكا والسعودية وإيران ويرجع اليمن كما كان متنوع بالفكر وبدون اقتتال والشعب مع من أراد من الأحزاب والجماعات بدون خداع أو ضرر بهذا الشعب وهذا الوطن وليعلم الساسة والقادة في اليمن أن اليمن لا يمكن أن تكون كلها إخوان ولا كلها شيعة ولا كلها صوفية ولا كلها قاعدة ولا كلها بعد القبيلة ولا كلها بفكر المناطقية ولا بفكر المذهبية ولا بفكر الانفصال ، اليمن للجميع وكل دعوة تريد تعميم فكرها بقوة السلاح والإرهاب فهي إلى الزوال وما علينا إلا أن نعود إلى واقع التعايش ومتى نكون صادقين مع اليمن وشعبها ومتى نجدد المشاعر والأحاسيس للحفاظ على اليمن وشعبها ونكون في خدمة اليمن أولا وتكون اليمن حاضرة في قلوبنا ويكون توجهنا في صالح الشعب والوطن ويعيد الاعتبار من كان عميل ضد الوطن ونخاطب هذا الشعب على انه فاهم لكل من أساء وأحسن وتعيد الأحزاب والجماعات صياغة فكرها والمنهجيات بما يخدم الشعب والوطن ونكون حاضرين لخدمة هذا الشعب في كل المجالات وفي كل الأجهزة والمرافق ونترك التخزين للقات وحملنا للسلاح ، جاء الوقت لهذا الشعب أن يقيم الأحزاب والجماعات والشخصيات بما تقوم به وما تقدمه من خدمات وجاء الوقت للمتنورين والمخلصين بالظهور واستبدالهم عن الفاسدين ومن يبحثون عن مصالحهم وترك مصالح الشعب والوطن .. اللهم أحفظ اليمن واحميها وأنهي حروب الطواحين وأهدافها واستبدالها بتشجيع الصناعات والزراعة ومن طحن الشعب والرؤوس إلى طحن أنواع الحبوب، طواحين طحنت لنا البلاد وأرجعت لنا المشاريع طواحين وأصبحنا بدون صحة وكهرباء وتعليم.. اللهم اختر لنا ما فيه الخير وتمّم لنا يا رب فكرة الأقاليم بالمحبة والفائدة وبالخير والنعيم.. اللهم آمين.
محمد أمين الكامل
بعد إقرار الأقاليم هل تتوقف حرب الطواحين؟ 1399