ثورة فبراير اليمنية هي إحدى ثورات الربيع العربي، التي انتفضت فيها شعوبنا العربية على الحكم العسكري المتسلط، منذ قيام الثورات على الاستعمار وذيوله ومخلفاته والمتعاونين معه لقد قامت في اليمن ثورة 26 سبتمبر على الحكم الإمامي الكهنوتي المستبد، والذي جعل نفسه رباً والشعب له ولطائفته عبيداً، وتخلص الشعب من الطاغوت، لكن خدعنا حرسه العسكريون وحلوا محله يتعاقبون لحكم اليمن بنفس نهج التسلط والتغييب للشعب، واستمر الصراع مع سلطة الجيش للتخلص من آثارها وخاصة العسكري المخلوع في ثورة فبراير الربيعية اليمنية، وفي جزئنا الجنوبي الذي احتله المستعمر البريطاني وفصله عن باقي جسده اليمني بالتآمر مع العهد الإمامي قامت ثورة 14اكتوبر وتسلق العسكريون والتابعون للأجندة الخارجية عليها، بتسليم المستعمر لهم وتخلف الفريقان في اليمن عن الاندماج وتوحيد الجسد، بسبب ولاءات العسكر الحاكمين لشطري الوطن الفكرية والسياسية في الولاء، حتى ثار الشعب اليمني عليهم واندمج بنفسه، دون إرادة من طرفي التسلط في الشطرين، واستغل الحاكم العسكري في الشطر الشمالي سلطاته العسكرية ليعيث في الشعب كله فساداً وظلماً وحرماناً وتغيباً وخاصة الشطر الجنوبي من وطننا اليمني الواحد، حتى أشرقت ثورة فبراير ضمن ثورة الربيع العربي، وخرج الشعب اليمني في شطريه بصوت واحد يطالب بتحرير اليمن من حكم العسكر في كل مدنه وقراه، وطالب الشعب برفع الظلم الذي ألحقه حكم العسكر في الشعب وخاصة في شطره الجنوبي الذي أمطرهم هذا النظام الغاشم في الظلم والقهر مطراً، واضطر هذا الحكم لسفك دماء الثوار الآمنين السلميين في ميادين الحرية في عدن وفي تعز، ومارس فيها هيلكوست الحرق لميدان الحرية بتعز الأبية، وفي صنعاء في جمعة الكرامة حيث قتل الناس وهم يصلون، واعتدى أمنه الذي بناه لحمايته وليس لحراسة اليمن وحدوده، على ميادين الحرية في إب وحضرموت والحديدة وحجة وكل الميادين، وثبت الثوار مقدمين صدورهم عارية يطالبون الظلام والظلم بالرحيل، وترك اليمن لليمنيين ليؤسسوا الحرية والكرامة والعدالة والمساواة، ولينوا يمناً جديداً، وليقيموا دولة النظام والقانون، وبدأت حرارة الموت ترتفع من قوات النظام العسكري الغاشم الذي جثم على صدر شعبنا 33 سنة كاملة، وشعر أشقاؤنا في الخليج بالخطر وتوسطوا بين الشعب الأعزل والحكم العسكري الذي يملك قوة هائلة من الأمن والجيش، أراد بها أن يبيد به الشعب واقترحوا مبادرات تلو المبادرات، وكان رئيس النظام يقبلها بالنهار وينقضها في الليل، على مذهب بعض مرتزقة الحروب الذين لا تنشط تجارتهم إلا في الحروب، ففي النهار جمهوريين وفي الليل حوثيين أعني إماميين، ليملئوا جيوبهم من الجهتين، وكانت المبادة الخليجية التي قضت بترك رئيس العسكر وليس رئيس اليمن منصب الرئاسة، وكانت فيها إيجابيات اضطر الثوار لقبولها ليواصلوا تحقيق الأهداف، ولتستمر الثورة حتى تحقق كل أهدافها بالحرية والسلمية بعيداً عن الحرب وسفك الدماء وتحققت بعض الأهداف منها معرفة حجم الفساد التي كان الحكم العسكري يمارسه ضد شطري اليمن، وشكلت لجان لإزالة المظالم التي تعرض لها شطرنا الجنوبي، وسعت الثورة لدمج الجيش وإزالة أبناء العائلة العسكرية من القيادة، وهكذا أخذت الثورة تمشي ببطء لتحقيق أهدافها بسبب ما يمارس من اغتيالات واعتداء من مخلفات النظام العسكري والخونة التابعين له، وقامت دعوات مناطقية وطائفية تحمل السلاح وتعيد روح الحرب بهدف تيئيس الشعب من ثورته، وتلاقي تلك الجرائم والمعوقات دعما قوياً من الحكم العسكري العميق في شطري اليمن ومن المخلوع ومرتزقته خصوصاً، ومن هنا يجب على الشعب اليمني أن يحمي ثورته من الثورة المضادة، ومظهر شارع الستين في صنعاء يوم الجمعة الماضية، يدل على أن أبناء ثورة فبراير لازالوا يقظين، فعلى الشعب أن يخرج في 11فبراير بكل ميادين الحرية في اليمن، ليشعر من يقوم بحرب شرسة لفرض مطالبه ويحاول بالتحالف مع الحكم العسكري المعزول القيام بحر بضروس ومموليها أن الشعر مدرك لمكرهم وكيدهم، وبمرادهم وأنه سيظل مرابطاً حتى تتحقق أهداف الثورة، وعلى المؤتمر الوطني أن يكون متحركاً لتأسيس يمن مسلم متحرر من أثقال العسكر والاستبداد ومخرجاته وخاصة في إعادة الأقاليم التي تحتاج لنظر عميق في التخريج.
د. عبد الله بجاش الحميري
11فبراير تضحيات و تحديات 1474