فكرة ساعدتني أكثر من مرة عندما اختلي لمحاكاة نفسي, أخاطب الروح عن أننا جميعاً سنموت, والالتزام بالطاعة لله والإخلاص له قولاً وعملاً هي أبجديات التسلح بها, تجعلنا مجتمع مثالي يغرس بذور طيبة سوف نجني من ورائها أروع مشاريعنا, و الذي ضيعنا وفرقنا هو غياب الإخلاص والحب لله والتقوى, وتحولنا إلى أخوة يتصارعون من أجل فتات دنيوي والدفاع عن أحزاب وساسة لا الدفاع عن قيم وكل ذلك قد تكون ذنب الظلم والتضليل والفساد والانحراف عن المسار والتحول إلى طوائف ومكونات تفتيت.
ونحن نعيش مرحلة القتل والتفجير و الفوضى والخراب فكرت أن أعمارنا تمضي دون تسبيح وعبادة ولن تعود وتأتي أيام ونحن لم نتدبر أو نلتفت لذلك ونمر بأيام حلوة ومرة فيها متاعب ومكاسب لكننا نجد الماضي حلو والحاضر مر بمتاعبه وبمآسيه وناسه.
كنا قبل أكثر من عشرين عاماً تجد في تلك الأيام البراءة والإنسانية بين الناس تجد حضور للرحمة والتعاون وقيم التسامح والإخاء ببراءة وطيبة تجسد في المجتمع, تجد الفطرة والمحافظة على القيم والأصالة والتوحد كشجرة واحدة مثمرة.
لم تكن هناك هموم بشراء السلع أو بمسميات المستقبل والمصالح يحضر الزهد وملازمة بيوت الله الذي تزدحم بالمصلين وطلب العلم وتواجد الفقهاء الذين لم يغمسوا بالسياسة يعملون من طاعة الله والتقرب إليه, أيام مضت كلها حب وسعادة الحان الحقول والزامل والمعينة من فرحة حقيقية وتعاون وإيثار بين الناس, لا تجد عدوى السياسة ومكايداتها ولا تضليل سوى الصدق الذي تعلموه من جيلهم.
في تلك الحقبة يصاب شخص بالمرض يتألم ويوجع كل الناس ويعلم الجميع فيبادلونه بالزيارات ويخلصون بالدعاء له
كل تلك الأيام كانت معاني الزهد والفطرة حاضرة فيها إضافة إلى الحكمة والشعور بالخوف من الخالق سبحانه
أما أيامنا هذه فالحديث عنها كله شجون هناك من يعبثون ويفسدون ويظلمون وشطحات تحضر وخلافات جمة في المسجد والطريق والأخ وأخيه والحاكم والمحكوم وبروز الطوائف وحالات الخوف والمعاناة.
وأنت تتابع تشاهد العجائب مجتمعات متوحشة, تقودها الفوضى وشرائع الغاب وقوانين الوحوش, لا تعرف الصادق من الكاذب والوفي من الخائن بسبب الانقسام والتضليل الزائد.
البعض تتصوره من الأخيار لكن ما أن تتابع تصرفاته يتضح أنه من الشياطين الأشرار, يوزعون الفتن ويصورونها ويشحنون الأبناء على الآباء والعكس لا تردعهم أخلاق ولا قيم.
تزور مرافق تجدها بلا موظفون وكلاً يرتب للأخر صيغة للنهب والفساد والدفاع
تحاول أن تذهب إلى مكان للراحة فتجد الصعاب أمامك من إمكانيات السفر إلى عدم أمان الطريق
حتى الصداقة هي الأخرى غابت في كثير منها معاني الوفاء وتحول الكثيرون إلى خونة لأصحابهم
وبعد كل ما يجري هل آن لنا أن نراجع أنفسنا ونحاسبها وكلاً يجعل من نفسه نموذجاً صادقاً يحمل مشروع إنساني ابتغاء مرضاة الله بعيداً عن الاستحياء من البشر.
حينها سوف نصنع مجتمع مثالي
فهل لنا أن نخاطب الروح ونبدأ بالعمل بمحاسبة أنفسنا ونغرس المحبة
قال تعالى: (إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) صدق الله العظيم
صالح المنصوب
حديث للروح!!! 1451