لأننا شعب نعشق الخلافات والصراعات؛ فإننا نتخيل كل ما حولنا يختلف و يتصارع.. فالشاعر اليمني وحده من يكتب قصائد شعرية يحكي فيها قصص صراعات لا تحدث إلا في مخيلته؛ فمرة يحدثنا عن خلاف" السجارة والمداعة" وكيف انتهى الخلاف الى اتفاق خبيث يشبه اتفاق بعض القوى السياسية قائلاً:
المداعة:
أنــا المداعـــة زينــة المفـــارج
ماناش مثلش يدعوس خارج
السجاره:
انا السجارة بجيب كل غالي
وإن حرقت احب كل حالي
مابش حلا والكل منك موجوع
حتى الصغير من صورتك مفجوع
من يشربش ملحوس في صوابه
وإن خرج ما ترافقي ذهابــه
ويدربوش بعد كل قامــه
وراسش العالي إلى القمامه
وترد المداعه:
هلا هلا يا هذه السجاره
لا تقارني هامات كالمناره
تاريخي الممتد كالحضـــاره
وصورتي للسعد والنظاره
من امس أنتِ تنافيسني
من باطلش الناس ناسييني
محد يحبش يا بلأ لصحه
من يشربش يكسب مرض وكحه
ثم تستسلم السجاره وترد:
خلي الجدال بيني انا وبينش
قد يكرهوا شكلي ويكرهونش
ما دام واحنا عند كل طاقة
بيني وبينك نربط الصداقـــة
ونصطلح نقضي على المدخن
من حبنا يبقى سخي ومدمن
نعيش كذا بالوقت نشغل الناس
وادماننا كله تعب ووسواس
و لم يسلم الورد والفل من عدوى الصراعات في البلاد فاختصما وتفاخر كل منهما على الآخر وتطاول.
و في النهاية كما هو حال كل صراع اتفقا على الصلح وكان بينهما ضمين يشبه "بن عمر و بن زيان"..
قال أبو ناصر المضنى:
فتش ورد نيسان
في خدود الغواني
انس الفل يوم الورد للزهر سلطان
حاز كل المعاني
جوَّب الفل
قال الفن لي والتفنان نشوتي ليل داني
ما ترى الزف بعد العصر
في بعض الاحيان كل عاشق شراني
جوب الورد
قال اسكت كم فيك هذيان
خل عنك التماني
لي بساتين في الجنة
فسيحه وحيطان
يوم ربي عطاني
كل عاشق من البصره
شراني بحمران
في مرش الصياني
جوب الفل
قال الفن لي والتفنان
نشوتي ليل داني
مسكني في خدود البيض
من جنب الآذان
يشهدوا لي الغواني
انت يا ورد يا احمر ليس
في الحمر احسان
خل عنك التماني
شوف انا مكتسي
طول الزمان وانت عريان
فوقك الشوك باني
كم يقع للذي يجناك
في اليوم اكوان
يصبح الدم حاني
جوب الورد
قال الصيت لي عند رضوان
وعند حور الحسان
انت يا فل مرمي
يدعسك كل شيطان
في الكداديف غاني
بعد ما تنجح السمره
يخلوك مهتان
ينذقوك يوم ثاني
جوب الفل
قال الآن يا ورد نيسان
بايقع لي اماني
خلنا نصطلح
نبقى انا وانت اخون
بايقع لي ضمين
الشاذلي وابن علوان
لا يخينو ضماني
و قمت بتعديل البيت الاخير من القصيدة على النحو التالي:
بايقع لي ضمين
بن عمر وابن زيان
لايخينو ضماني..
أحلام القبيلي
خلافات في الخيال 2758