دكتور- كباسط كفيه إلى الماء- لم ينر العلم عقله ولا قلبه، ولا اهتدي لا ديناً و لا تاريخاً ولا منطقاً وصف الأزهر وزير الدفاع المصري المشير عبد الفتاح السيسي ووزير الداخلية محمد إبراهيم بأنهما رسولان من عند الله مثلهما مثل موسى وهارون عليهما السلام.
وقال سعد الدين الهلالي رئيس قسم الفقه المقارن بالجامعة خلال تكريم أسر قتلى الشرطة "إنه ما كان لأحد أن يتخيل أن سنة الله تتكرر وبأن يأتي أحد ليقول لا إسلام إلا ما نمليه عليكم، ولا دين إلا ما نعرفه لكم".
ولكن الله قيض للمصريين -بحسب الهلالي- مَن يقف في مواجهة من يقولون هذا الكلام لكي يتحقق أن يكون الدين كله لله كما أمر الله.
ويبعث الله رجلين -والحديث لرئيس قسم الفقه المقارن بالأزهر- "كما ابتعث من قبل رسولين هما موسى وهارون"، خرج السيسي ومحمد إبراهيم، وما كان لأحد من المصريين يتخيل أن هؤلاء رسل من عند الله عز وجل، وما يعلم جنود ربك إلا هو.
إنه الغبن بعينه عندما ينبري رجلاً أزهرياً ليقول مثل هذا الكلام في حق من "السيسي وإبراهيم " قطبي الإجرام في مصر ، حتى وإن لم يكونا كذلك فهل من العقل والمنطق لدكتور أكاديمي أن يشبهما بالوصف آنف الذكر
لقد آثر الإنقلاب العسكري على الوضع في مصر تأثيراً بالغاً، فمثل هذا الدكتور هل كان له أن يقول مثل هذا الكلام لو أن هناك من يقطع الطريق أمام هذا الأسلوب النفاقي الهولي الذي أصبح شيوعه بصورة لافتة للنظر لأن هناك من يريد أن تسود مثل هذه الثقافة في مثل هذه المرحلة التي يعد لها الأوغاد سناريو فرض السيسي رئيسا لمصر دون وجه حق إلا أنه انقلب على شرعية رجل صعد إلى سدة الحكم بالانتخاب المباشر.
إن على المصريين أن يدونوا في كتابهم الأسود أمثال هذه الشخصيات ليأتي يوم فصل ينتقم فيه الله عز وجل للمظلوم الذي نكل به، ولمحروق الذي قتل ولده غدراً، وللمكلوم التي اعتقل فلذة كبدها، وعليهم أيضاً أن لا يتوانوا من القادمين الجدد من المنافقين الذي لا يطيب لهم العيش إلا في المواخير والمساكن الآسنة، ممن باعوا أنفسهم للشياطين أمثال هذا الذين بين أيدينا.
يا سيادة الدكتور: إن موسى وهارون عليهما السلام نجيا بنى إسرائيل من بطش فرعون وكفره والسيسي ومحمد إبراهيم نجيا بنى صهيون من بطش مرسى وحماس وصواريخها، أظن أن هذا هو وجه الشبه، لأن مصر الآن تفتخر بأنها تقتدى بأكبر ديموقراطية في المنطقة التي جاء كل رؤساءها الذين كانوا زعماء منظمات صهيونية إرهابية جاءوا من المؤسسة العسكرية, لكن السيسي مرشح للرئاسة فقط أصبح رسول فماذا سيصير بعد أن يصبح رئيساً للجمهورية؟ أما أن الذى قاله فضيلة الشيح عربون لنيل وزارات في حكومة الرئيس السيسي هو أيضاً توظيف الدين لخدمة السياسية وللمنافع الشخصية.
إن عزائنا عن سماعنا لمثل هذا الكلام هو قول الله عز وجل (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).
مروان المخلافي
قمة الغبن..! 1273