كثيراً ما قرأت عن الحركة الحوثية والتي تسمي نفسها (أنصار الله)، كثيراً ما توقفت عند الحروب التي شنتها في سنوات مضت وتعددت حتى وصلت للرقم "ستة" ولكني اليوم أرى كل ذلك من زاوية أخرى ومنظور آخر ..
انعكست الرؤيا وانسكب الظلم على ظلم آخر وبدت الظلمة حالكة!
ما حدث في دماج من تهجير للسلفيين كان أول ريشة قلبت ميزان الرؤية، بت أتساءل كيف لأنصار الله أن يطردوا أبناء بلدهم تحت سقف اختلاف الطائفة؟ وأي عنف هذا يستوعبه شعارهم المخيف! ولما كل هذه الحروب والدمار والأرض واحدة؟.
جاء الهجوم على منزل الأحمر في الخمري وترسخت فكرة أن القوة باتت سلاح ومدفعية, غرز المسمار أكثر واتضح لي أن هناك تخطيط للحرب في ظل غياب الدولة خصوصاً وأن الهجوم استهدف أقوى قوة قبلية في اليمن وتوقعت بعدها مباشرة حضور الرد من الطرف الآخر تأخر ربما ولعل في تأخيره خيراً فنحن لا نريد لهذا البلد أن يتحول لحلبة صراع بين قوتين تمتلكان المال والعتاد والدبابات والشعب والأرض ضحية هذا الصراع، لا نريد أن يغلب العنف والدم على لغة العقل والحوار ولكن ما الذي يسعى إليه أنصار الله مع كل معركة يخوضونها مع السلفيين وهل هناك فعلاً مساعي للوصول للكرسي على جثث البسطاء؟!
شعور سيء ينتابني في البحث عن أجوبة كل هذه الأسئلة المؤرقة وشيء وحيد أتوصل إليه.. ثمة قوى تقف خلف تأجيج الوضع، ترسم للحوثية كنز علي بابا إذا ما علت رأيتهم في ساحات القتال وربما تمنيهم بكرسي الحلاقة؛ ذلك الذي غادره السابقون وسيغادره حتماً اللاحقون!
ولننسى أن الحوثية تستخدم أيضاً أبواق إعلامية من شأنها إثارة الفوضى والنعرات بين أبناء البلد الواحدة وهذا يردي بالوضع الإعلامي لأسفل سافلين..
موجع أكبر تلك التسمية التي تلوثت بالدم وغرزت شوكتها في أعيننا قبل آذاننا، أنصار الله وثمة قتل وتهجير وتفجير ومداهمات وما خفي كان أعظم, ماذا تبقى لأنصار الشيطان إذن؟! والله بريء مما يصنعون.
ولتوضيح ما قد يقرأه الحوثيون لحرفي فأنا لست بسلفية ولن أبرر هذا الخوف الجاثم على صدري بأي انتماء فانتمائي للأرض والوطن أكبر من أي مهاترات ومناكفات طائفية لن تجر البلد إلا للدمار... الكل مشترك في موت السلام في هذا البلد والكل يتقدم للعزاء بكل شجاعة وبهراره ويتساءلون متى ستنهض اليمن؟!
لن تنهض وهناك أوصياء للأرض على حساب الدين والوطن
حكموا عقولكم يا من ترسمون الحياة بقلم الموت.. الحياة أقصر من أن نقضيها بالحرب والانتقام.. أنى لكم أن تدركوا هذا!.
أحلام المقالح
أنصار الله وخارطة العنف..! 1673