منذ أن تعالت ثورة التغير في اليمن والشعب اليمني يتأمل ويترقب وينتظر النصر لثورة الشعب السلمية وتحقيق أهدافها على نموذج الحكمة اليمانية.. فكان التغير في اليمن من المستحيلات في نظر الكثيرين.. نظراً لما تحويه اليمن من ملفات معقدة وشائكة تختلف على كثيراً من البلدان وخاصة بلدان الربيع العربي.. فاتجهت أنظار الأشقاء والأصدقاء والأوصياء والداعمين والناقمين إلى شعب اليمن.. وشعب اليمن.. اتجهت أنظاره نحو الإيمان والحكمة إيماناً بالحياة وبالتغير وحكمة بالسلمية وبالتعبير فتعالت مشيئة الله تعالى أن جعل التكافؤ بين القوى هو السبب الرئيسي للالتزام وعدم التهور والانقضاض على الثوار في الميادين.. فعلى خطى ثورة فبراير تحاول اليوم اليمن حكومة وشعباً أن تتباهى بإنجازاتها العظيمة وتتفاخر بحكمتها اليمانية وتلبس حلتها الجديدة القوية المنيعة من خلال تدشين وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وتزامناً مع تلك الحشود والاحتفالات بهذه المناسبة الوطنية وخصوصاً بعد أن اقتنع الكثيرين ممن كانوا متحفظين ومناهضين للثورة بأنها كانت ثورة حقيقية فها هم اليوم يؤكدون للشعب وللعالم أن ثورة فبراير ثورة الشعب كل الشعب بمختلف أطيافه ومكوناته ولأنها كانت صادقة وشفافة حوت الجميع وحلت مشاكل الجميع وفضحت زيف أولئك المرجفين عندما كانوا يروجون ويكتبون ويحللون ويسطرون أن ثورة الشباب تم خطفها وتم السطو عليها من قبل اطراف خارجة عن الثورة.
وهذا كلام غير صحيح.. نعم.. تم اختطافها.. لكن من قبل الشعب وتم السطو عليها لكن من قبل الشعب وتم تنفيذ أهدافها لكن بأمر الشعب كل الشعب.. تم إسقاط النظام العائلي بالتجميع وتم استعادة الوطن وجيش الوطن بالتوقيع وتم أنها التسلط والنفوذ بالتوزيع وتم تحاور القوى وتوافق المكونات بالتحقيق وتم حل القضايا وكشف الخبايا ونسف الخطايا بالتوثيق.
فتحاور الشعب على اقتناع.. وتوافق الشعب على مصلحة عامة وعلى انتفاع.. وسوف تنفذ المخرجات بحذافيرها على مستوى ارتفاع.. وعندما حققت الثورة أهدافها كانت بالحكمة وبالاتباع فلا ننكر أن هناك بعض الملفات لم تنفذ ولم تكتمل لكنها في طريقها إلى الوصول والانصياع مهما كانت هناك من عراقيل لكن عما قريب سوف تزول بلا نزاع فقط يتطلب منا كشعب وثوار وحكام ومسؤولين أن نثق بقدراتنا وبوطننا وبشعبنا وأن نخلص ونضاعف الجهد لتحقيق ما تبقى من أهداف الثورة الخالدة لأنها المخرج الوحيد للوصول إلى طموحات الشعب بدون استثناء لأن البعض قد جربوا التمرد والتنطع والتحذق والتذمر والتنصل والنفاق والتمادي والعودة إلى الماضي وإلى التشطير وإلى التنظير وإلى النفوذية والطائفية والعنصرية و التآمر والبيع والشراء فكل هذا وذاك ربما قد جربته ونفذته وطبقته على الواقع العديد من القوى التي ساندت الثورة.. أو التي ناهضت الثورة فالجميع فشلو وانهزموا واندحروا أمام أهداف ثورة التغير فلم يغني لهم ذلك شئيا.
إذن معد تبقى معكم يا خبرة..؟ يكفي.. وإلا عادشي معكم أمل..؟ فهل تفهمنا وتفهمتم يا أحزاب.. ويا ساسة؟ وهل أدركتم الواقع يا حراك ويا جماعة؟ وهل اتعظتم ياسلاطين ويا زعامة؟ وهل اقتنعتم يا مروجين ويامسوقين عندما خسرتوا البضاعة؟ وهل توقفتم يامن دعمتم التخريب والإرهاب والبشاعة؟ فإلى هنا يكفي تجارب ومغامرات ومحاولات ونذالة؟ فالوقت الحقير قد ولى.. والتضليل المقيت قد رحل.. واللعب تحت الطاولة ولي الذراع قد انقضى واندحر.. فاليمن الجديد اصبح عنواناً للعدالة.. وللسماحة.. وللحرية وللكرامة..و11 فبراير اصبح يوماً وطنياً يرمز لثورة فبراير الخالدة ثورة التصحيح لثورة سبتمبر وأكتوبر المجيدتين ..فهياء نحتفل ونجعل من هذا اليوم عيداً وطنياً رسمياً ندشن فيه الحرية والعدالة والتنمية ونلبس فيه اليوم لباس اليمن الجديد.. والله المستعان..
د.فيصل الإدريسي
11فبراير يوماً من الدهر..!! 1261