يا ناس بالله عليكم هل من رجل يقول لنا ما الذي يجري في مصر بعد الانقلاب العسكري؟ الذي أطاح بواسطته السيسي بالدكتور محمد مرسي.
لقد أصبحت مصر بعده حبلى بكل عجيبة، فإلهام شاهين في ظل الحكم العسكري صرحت بأنها بصدد إنشاء قناة تلفزيونية إسلامية لتعلم الشعب المصري الإسلام على أصوله، وفيفي عبده في برنامج لها لم تتورع من القول بأن مصر بعد الانقلاب تعد واجهة للإسلام الوسطي الذي ينشده المصريون، وسهير رمزي الفنانة التائبة لم تجد بداً من التصريح بأنها تعيش حالة من النشوة للانقلاب الذي قام به السيسي على الدكتور مرسي الذي – وبحسب وصفها – لم يقدم إسلاماً وسطياً يتماشى مع التوجه العام للشعب المصري، وصابرين أيضاً الفنانة التائبة تقول قريباً من هذا الكلام مبدية فرحتها بمصر في ظل الانقلاب العسكري، بل هذا الشيخ محمد حسين يعقوب يقول بعظمة لسانه بأن دستور الانقلاب على الرغم من أنه لا يقر مادة واحدة منه إلا أنه يرى من المصلحة تأييده بدلاً من القبول بدستور "2012م، وتمر أمامنا في هذا السياق كثير من المواقف لمشاهير "كعمر خالد" وعلي جمعة وغيرهم الكثير من أيدوا الانقلاب بحجة أنه الأفضل إذا قورن بحكم الدكتور محمد مرسي، إنها مأساة ما بعدها مأساة، عبيد للبيادة, لا يقولون بالقول هذا إلا إذا اشتموا رائحتها، متفاعلون في الشأن المصري إذا وجدوا من يريد لهم العيش تحت رحمته، أمام من يريد لهم العزة والكرامة فهم أبعد ما يكونون هوى عن هذا العيش.
إن مما يجب أن يقال في مثل هذا المقام أن ثمن العزة والكرامة أقل كلفة من ثمن الذلة والمهانة، فقط انظروا كيف ينظر بإعجاب في العالم للمجتمعات المتحررة، وكيف ينظر بمهانة لمن ارتضوا حياة الذل والمهانة، واستطابوا العيش حول البيادة، واستعذبوها حياة في ظلال ذلك.
اليوم آخر هذه التقليعات فتوى ما زالت تثير جدلاً، فقد أجاز أحد أئمة المساجد بالقاهرة فيها تطليق الزوجة الإخوانية إذا أصرت على انتمائها لجماعة الإخوان المسلمين، الأمر الذي أثار جدلاً كبيراً في الشارع المصري وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
وبينما تعامل البعض مع تلك الفتوى بشكل جاد متسائلين عن مدى توافقها مع الشريعة الإسلامية؟ اعتبر القسم الأكبر ممن سمعها أنها تثير السخرية والضحك.
وكان "مظهر شاهين" -خطيب مسجد عمر مكرم بالقاهرة- قال في برنامجه "مع الشعب" الذي يذاع على فضائية "صدى البلد" التي يمتلكها محمد أبو العينين -رجل الأعمال المحسوب على نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك- إن الكثيرين يعانون عندما يكتشفون أن زوجاتهم إخوانيات، وإنه توجد خلية نائمة بجواره على سريره وقنبلة موقوتة، وإنه لو تعارضت مصلحة الزوجة مع المصلحة الوطنية يجب تغليب مصلحة الوطن.
كلنا يعرف أن هذه الفتوى تخرج عن الطابع الديني لتأخذ منحنى سياسياً نظراً لأننا نشتم منها نفساً عدائياً، ولأنها تنم في نفس الوقت عن أغراض سياسية واضحة تماماً لكنها قصيرة النظر تضر بالسياسة والدين معاً لو كان يعقل من أطلقها.
المهزلة في الأمر أن انتشار ظاهرة الفتاوى الشخصية التي لا تصدر عن لجنة أو جهة للفتوى فيما يتعلق بأمور سياسية لها تأثير سياسي سلبي حيث تزيد من حالة الاستقطاب السياسي والاحتقان المجتمعي، وتعطي مبررات دينية لتصرفات سياسية وهو ما كان البعض يعيبه في السابق على أنصار تيار الإسلام السياسي لأنه يخلق مجالاً دينياً لكل ما هو سياسي ومن ثم يزيد من صعوبة العملية السياسية.
فتوى شاهين لا يُعتد بها وليس لها أي قيمة، فهي لم تصدر عن متخصص في الفتوى ولا من جهة فتوى ومن ثم فهي منعدمة بل إنها مثيرة للسخرية والضحك المبكي على حال الأمة وما وصلت إليه.
ولأن الفتوى مغرضة كيدية فقد تسببت في ردود فعل واسعة في مختلف الأوساط السياسية والدينية, وحتى على مواقع التواصل الاجتماعي التي سخرت في معظمها من تلك الفتوى واعتبرتها موقفاً شخصياً معادياً للإخوان المسلمين.
يا ناس بالله هل رأيتم انقلاباً عمامته أسوأ من هذه العمامة؟ لا أعتقد ذلك.
مروان المخلافي
انقلاب أسوأ ما فيه..عمامته 1260