مازلنا نعاني الأمرين جراء عبث المهندسين والشهية التي فتحت على مصراعيها لعقد صفقات واتفاقات ونسب فضلاً عن فواتير الدفع المسبق والتي جعلت من الأساليب والطرق الملتوية هي الأنسب والأقرب للحصول على اعتمادات لغير مستحقاتها في حين تجد من خالف هذا المنهج يدخل في دوامة لا يحسن الخروج منها كإجراء تأديبي لمن لم يعي الدرس.
لجان تذهب ولجان تجي ومهندس يعبث هنا وآخر هناك ونتيجة هذا العبث هو جعل المتضرر الحقيقي متسولاً وبامتياز فالقائمون على الصندوق يتقاذفونه وكأنه كرة بين أقدام اللاعبين، ولو نظرنا إلى المماطلة والتمديد وتكثيف الحراسات لثبت أن إطالة المدة هي مكاسب, فهم يحملون الصندوق موازنة ثقيلة ويستمرون في ضخ المال كنثريات والجارات وحراسات وتعاقدات..
ومدير يذهب وآخر يستلم ومهندس يعتمد اليوم ولا يصلح للغد ولجنة تشكل وأخرى تكفي, وجميع تلك المبالغ من موازنة التعويضات يتم العبث بها ولا نعلم حتى متى سنظل نشحت حقوقنا ونطالب بالتعامل مع قضيتنا فالمسترزقين كُثر والمبالغ يسيل لها اللعاب رغم الادعاء بإفراز الصندوق الأسود الذي يئن لكثرة الحمل ولهول أسراره وخفاياه.
ومما يؤسف له حقاً من السرية ذاتها والتكتم عن المبالغ المرصودة مازالت هي السياسة المتبقية حتى لا تنكشف اللعبة وتثار الحفيظة لمن كان حظه فتان لا يسمن ولا يغني.
إنني في هذه الوقفة أوجه دعوتي الصادقة للمدير التنفيذي الجديد أن يتقي الله وأن يطهر المكتب من الفاسدين والمتحايلين وأن ينصف المتضررين وهم يتركزون في مناطق معروفة ومعلومة وهي حقوق وليست هبات ولا أعطيات وإنما مساهمات دول وحكومات ومنظمات لإعادة إعمار ما أفسدت الحرب ودمرت ومنازل محكوم عليها بالإزالة وإن بدت البعض منها صامدة، وهي أيضاً لقاء نزوح وتشرد وشتات وإيجارات وترهيب.. وهناك من يروج لحاجة في نفس يعقوب حق كل من استلم 40% لن يقبل تظلمه مهما بلغت مظلوميته ومهما كانت أحقيته وإن أكوها أكثر من مهندس معتمد من قبل الصندوق نفسه والهدف ابتلاع المبالغ فالكل يرغب أن يؤمن نفسه والخروج بهبرة سمينة.
فما رأي المدير التنفيذي؟ وهل سنلمس انفراجاً قريباً لمعاناتنا؟ أم سنظل نتجرع عذاباتنا لأننا لم نعقد صفقة ولم نعد برشوة ولا لجأنا لأساليب ملتوية. ولم نهدد أو نتوعد.
عفاف سالم
عبث الفاسدين بصندوق الإعمار من يكبح جماحه؟ 1381