قامت ثورة 26 سبتمبر على النظام الإمامي الطائفي العنصري الغاشم، وتفاجأ بها من حول اليمن وفزع منها، فحاول أن يصدها ويقضي عليها كما قضى على ثورة الدستور عام 48 وقتل في إبادة جماعية كل عناصرها وقاداتها، واستباح العهد الإمامي صنعاء كعادة الحكم العنصري الطائفي والأسري في استباحة الشعوب في دمائها وأعراضها وأموالها، لكن ثورة سبتمبر هذه المرة ثبتت شامخة أمام الحرب الذي شنها عليها الطائفيون بمعاونة بعض الدول الإقليمية بالمال والسلاح والإعلام وشراء بعض تجار الحروب من مشايخ القبائل الخونة لأمتهم والمهتمين بجيوبهم، حيث كانوا في النهار يرفعون العلم الجمهوري وفي الليل يشنون الحروب على الثورة، وعلى قبيلة حاشد بالذات- التي بذلت كل مقوماتها لحماية الثورة السبتمبرية بقادة مشايخها من بيت الأحمر، وفي مقدمتهم الشيخ عبدالله، وعجزت أكياس جنيهات الذهب التي وصلت له أن يتخلى عن الثورة، بينما انهزم غيره من زعماء القبائل فباعوا أنفسهم ليكونوا حربا على وطنهم..
وبعد هزيمة حيزان- التي قادنا لها حكامنا- أعلن عن مؤتمر في الخرطوم لبحث وضع الأمة من حكامها الأسود عليها والنعام على عدوها، وكان من ضمن جدول مؤتمر الخرطوم القضية اليمنية التي تواجه ثورتها حرباً ضروساً من مخلفات العهد الطائفي الإمامي ومرتزقة مشايخ اليمن، فأراد داعمو هذه الحرب أن يفرضوا واقعاً جديداً على أرض الواقع اليمني, يعيد الحكم الطائفي المذهبي السلالي ويكون داعمها في المؤتمر يتمتع بقوة لفرض وضع في اليمن يسعى إليه، ومن ثم جيش الجيوش وبذل الأموال الهائلة التي جعلت لعاب ألسنة مشايخ القبائل الخونة وليس المخلصين وهم كثر، تسيل على احمرار جنيهات الذهب التي نقلت إليهم بالتنكات المختومة، وبقي قادة الثورة وقبيلة حاشد الباسلة بزعمائها الأبطال بيت الأحمر صامدون للدفاع عن الثورة، وتداعى الشعب اليمني كله للدفاع عن ثورته التي حررته من الحكم الأسري الطائفي الكهنوتي، وتداعت قوى الشر المدعومة وواصلت هجومها الغاشم حتى وصلت أبوب صنعاء، وحاصرتها من كل جهاتها, لكن حماة الثورة ثبتوا وقبيلة حاشد جيشت رجالها وقاوم الشعب اليمني هذا الهجوم وصمد في وجه الحرب الطائفة وتحدى الداعمين..
وبعد سبعين يوما من حصار صنعاء انجلى الصبح بانتصار الثورة على الخونة، وعادت قوافل النهب وجنود الخونة منهزمين مما جعل الثورة اليمنية في مؤتمر الخرطوم هي المنتصرة..
وها نحن اليوم نرى أن التاريخ يعيد نفسه بالهجوم على ثورة الربيع اليمني ثورة فبراير، يقودها مخلفات الطائفية الإمامية السلالية نفسها ويتلقى دعمه من نفس المصدر ومن مصادر أخرى كإيران، ونرى الخونة لأمتهم وشعوبهم وقبائلهم من مرتزقة المشايخ القبليين الذين لا يعرفون في حياتهم إلا لغة ( الفود) النهب والسلب، وبيع ضمائرهم بثمن بخس دراهم معدودة، وانطلقت جحافل الموت من نفس المنطلق الذي انطلق منه حصار السبعين على صنعاء للقضاء على ثورة 26 سبتمبر، بيد أنه اليوم يوجد إمام آخر حكم اليمن باسم الثورة 33سنة له ضلع كبير في هذه الحرب الظالمة على ثورة الربيع اليمني، حيث يسعي للوصول لحصار ثورة فبراير كحصار ثورة سبتمبر ليعود هو إماما متخلفا غاشما ويقتسم (الفود) من السلب والنهب مع طائفة الإمامة، وبدأ الهجوم الغاشم على السلفيين في دماج، وعلى أشرس قبيلتين تحمي صنعاء من خطها الأمامي، و اشتغلت مكينة الإعلام الفاجر ليصورها على انها حرب على آل الاحمر، لكن الحقيقة تقول أن ثورة فبراير اليوم معرضة للحصار الذي قد يتبعه تعرض المدن اليمنية (للفود) سلب ونهب قادة المرتزقة ليحملوا كل شيء من مدنك حتى أقفال نوافذ المنازل فمتى نعي الأمور على حقيقتها؟
د. عبد الله بجاش الحميري
هل ستحاصر ثورة فبراير كما حوصرت ثورة سبتمبر؟ 1381