الحوثي وإتباعه ضحايا لمعقدات وأفكار تم ابتداعها في فترات سابقة وأدخلت إلى الإسلام لتضليل الناس على أنها هي الإسلام, هذه المعتقدات قائمة على أساس أفضلية آل البيت واصطفائهم على بقية الناس, رغم أن هذا المعتقد يتناقض مع جوهر الإسلام لأنها حولته من رحمة للعالمين إلى دين عائلي إلا أن الحوثي وأتباعه يؤمنون بها ويقدموا التضحيات من أجلها, وهنا تكمن المشكلة الحقيقة التي كان يجب الانتباه لها منذ بداية, فاستخدام العنف والحروب التي قام بها النظام السابق ضد هذه الجماعة كانت جريمة وخطأ كبير, زادت الجماعة قوة, واكتسبت تعاطفاً؛ لأن المعتقدات و الأفكار لا يمكن القضاء عليها بقوة السلاح بل على العكس تماماً ونحن اليوم ندفع ثمن الأخطاء و الجرائم التي ارتكبها النظام السابق..
هذا الجماعة صارت اليوم كالثور الهائج الذي يريد تدمير كل شيء يقف أمامه؛ لأنهم ينطلقون من عقيدة راسخة قائمة على قاعدة "لستم على شيء" وغايتهم وهدفهم هو رضى السيد؛ لأنهم يعتقدون آن إرضاءه هو إرضاءً لله تعالى لذلك هم يقدمون التضحيات ويقبلون على الموت بكل شجاعة ضناً منهم أنهم بذلك سيدخلون الجنة, وهذا يشكل مشكلة اجتماعية يجب علينا الاعتراف بها.. لأنها ناتجة عن تصورات وقيم لا يمكن القضاء عليها إلا من خلال تغيير اجتماعي شامل.. يبدأ من خلال تغيير الفكر والقناعات ولعل مخرجات مؤتمر الحوار الوطني بداية الطريق لذلك ..
الواجب علينا أن نشفق على الحوثي واتباعه و نسعى إلى مساعدتهم والأخذ بأيديهم لأنهم يقتلون أنفسهم قبل أن يقتلوا الآخرين, وكما ذكرت سابقاً هم ضحايا لفكر منحرف جاء من الأزمان الغابرة لكنهم وقعوا فيه بسبب أنهم لم يجدوا من يرشدهم إلى الفكر الصحيح, فهم الآن يعانون من مرض اجتماعي وبحاجة إلى علاج وهذا العلاج لا يمكن أن يكون إلا بتضافر كل أبناء المجتمع, فأول شيء يجب أن يقوم به المعالج هو احتضان المريض والاعتراف به كجزء من النسيج المجتمعي حتى يشعر بالاطمئنان ويقبل على تعاطي العلاج, العلاج الذي يكمن في إرساء قيم التعايش واحترام الأخر وبناء الدولة الديمقراطية الحديثة القائمة على العدل والمساواة و المواطنة المتساوية التي تنزع السلاح وتفرض سيادتها وسلطانها على كل مناطق البلاد.
تيسير السامعى
إنهم ضحآيا..! 1171