ولمَ لا وقد أصبحت صعدة حوثية خالصة لا وجود فيها للدولة البتة، وقد كانت في يوم من الأيام خاضعة لسلطة الدولة اليمنية، فمدارسها أصبحت الصيحة هو نشيدها الوطني الصعداوي ،ومناهجها من صنع الحوثي نفسه، فيها جميع أفكاره وما يدعو إليه، ناهيك عن سيطرته الكاملة على جميع مناحي الحياة فيها، دورياته الشرطية تجوب صعدة شرقاً وغرباً، هذا من جانب، ومن جانب آخر التمدد الفظيع التي يمارسه الحوثي لتطويع بعض المناطق خارج صعدة لحكمة السلالي الذي لم يعد ينطلي على اليمنيين .
"حرض وحجة وعمران" ما الذي يريد منها الحوثي بعد تهجير السلفيين من دماج الموطن الأصلي لكثير من أبنائها المهجرين الذين كذبوا جميع المتحدثين باسم الحوثي بأنهم ليسوا من أبنائها.
بالأمس ظهر "علي البخيتي" المتحدث باسمهم في زلة لسان غير محسوبة قال فيها " بأن أبناء الأحمر كانوا قد منعوا الحوثيين من دخول عمران، ولذلك قام الحوثيون بشن حربهم على أبنائها " ألهذا السبب تشنون حروبكم يا بخيتي، ما هذا المنطق الغريب، والفهم السقيم للمنطق السياسي، والظرف الحالي الذي يمر به اليمن.
اليوم، واليوم فقط تتحدث وسائل الإعلام بأن الطريق ستكون سالكة للحوثي في دخول صنعاء بسلاحه إذا سقطت ثلاث مناطق تفصل صنعاء عن آخر نقطة وصل إليها الحوثي وهي منطقة خمر في العصيمات معقل قبائل حاشد، والسؤال ؟ ما الذي ينتظره الرئيس عبده ربه منصور هادي بعد هذه التطورات الخطيرة في خطوة تعكس مدى تعطش الحوثي للتمدد نحو صنعاء؟ خاصة وأن الرجل أصبح على مشارف الطريق السالكة لدخول صنعاء.
لن أقول أن هناك صمت مريب من ناحية الرئاسة، فلا أظن ذلك، لأنه لا يعقل أن يسلم حر نفسه لمستبد دون أن يقاومه، ولأن المرحلة هي مرحلة توافق حواري بين جميع المكونات، والحوثي كما هو معروف يسعى بأي طريقة للتملص من مسئولية تنفيذ مخرجات الحوار، أي أن الجانب الحكومي وتحديداً الرئاسي في صمته يسعى لتفويت الفرصة على الحوثي في التملص من مسئوليته تجاه مخرجات الحوار التي صادق عليها، لكن السؤال الآخر الذي يفرض نفسه مجدداً إلى متى سيطول صمت الجهات الرسمية والحكومية عن هذه التطورات التي لها ما بعدها من فرض سياسة الأمر الواقع
اليوم أصبح خوف الناس من التمدد الحوثي يسيطر على الكثير منهم في كثير من المحافظات، حتى تلك التي لا يوجد للحوثي فيها أي تواجد، وأصبح الناس ينظرون بعين التوجس من تحركات هذا الفصيل الذي يمتلك السلاح الخفيف والمتوسط والثقيل والأثقل من الثقيل، " ما الذي بقى، الرجل يمتلك الدبابة وصاروخ الكاتيوشا ما بقيَ إلا الطيران " وليس بعيداً أن يفاجئنا الحوثي بامتلاكه طائرة بدون طيار كما فاجأ حزب الله الجميع بذلك، لأن الظروف هي نفس الظروف التي يعمل فيها حزب الله والحوثي، وينطلقون بنفس الإمكانيات الإيرانية التي أصبحت لا تخفى على ذي بصيرة.
وخلاصة القول إلى متى يبقى الجانب الرسمي والحكومي صامتاً أمام هذه التحركات الحوثية الرامية للسيطرة على المحافظات؟ "لست أدري .
مروان المخلافي
هل يدق الحوثي بسلاحه أبواب صنعاء؟ 1408