التغيير.. ربما أنه الشيء الوحيد الثابت في حياة البشرية!!
أن تتغير المجتمعات أمر بدهي ومسلمة لا جدال فيها..!
لكن كيف, ولماذا, وإلى ماذا.. هنا تكمن المعضلة!!
فحتى علماء الاجتماع وقفوا متحيرين أمام ضعف مقدرتهم على التفسير الدقيق لموضوع التغيير فضلا عن التنبؤ به!!
سوف تتبدل الأحوال, وتتغير الأوضاع في جوانب شتى من حياة المجتمعات, سواء حدث تثوير وحراك من نوع ما أو لم يحدث..!
فكيف وقد حدث مالم يكن بالحسبان؟!!
تثوير حقوقي, وحراك ثوري, ونضال سلمي, واقتتال مشتعل في مراكز قوى حساسة في بلادنا..!!
ثورة بكل الألوان تفجرت في جسد مجتمعنا, الذي أصابه التبلد من طول مرحلة ألا شيء, التي تاه فيها قرابة نصف قرن, لابد أن تصنع تغييراً مذهلاً!!
اجتهدنا في فحص المشهد وتحليله, وتأملنا ملياً.. لكن لم يمكنا التنبؤ بما هو آت؛ ربما لأن الحدث قريب عهد, والمجتمع مازال ماضياً في حالة الصيرورة لليمن الجديد!!
غير أن الواقع المتأجج بمعطيات شتى, ينطق بمفردات الحدث..!
طوفان, غضب شعبي, وانتفاضة صفوة المجتمع, ويقظة للحلم الإنساني الفطري المخبأ في وجدان كل فرد من أفراد الشعب, بالعيش الكريم!
نحن شعب طيب محب للسلام, لا نريد علواً في الأرض ولا فساداً..
كلما نصبوا إليه هو أن نحيا كما ولدتنا أمهاتنا أحرار!!
تحررا من ذل التبعية, وقهر السلطوية, وغيبوبة الغثائية, ومسكنة الفقر وضيق العيش..!!
لنا غايات شريفة.. نستشرف لوطن يمنحنا الأمن الفكري, والجسدي, والغذائي..
وطناً نعبر فيه عن ذواتنا, نفخر بهويتنا, نبدع نرتقي, نضع بصمتنا في الحياة دون أن يسحقنا سندان المذلة, ومطرقة الفقر والحاجة!!
يعجز علماء الاجتماع عن التنبؤ حول سنة التغيير.. لكن بعيدا عن عجزهم البشري, وبعيدا عن لعبة الساسة المربكة وكهنوتية المتآمرين, سنن الله في خلقه تبشرنا بالأفضل:
" سيجعل الله بعد عسر يسرا " " وتلك الأيام نداولها بين الناس" ..!!
عاش شعبنا زمنا تتابع عليه عسر بعد عسر..
وليس بعد ذلك سوى اليسر!!
عشنا دهراً في هجير دولة الفساد, وغياب العدالة الاجتماعية, وعيش القلة, والتخلف والركود, والغياب الحضاري..!!
وآن لنا أن نستشرف مستبشرين بمولد دولة الرشد, والعدالة, والنهوض والازدهار الاقتصادي, وسطوع مبدأ الوفرة, والترقي في مدارج الشهود الحضاري..!!
فإن جاء التغيير على غير هذا؛ فسنقف جميعنا مندهشين, وعلامة استفهام فوق رؤوسنا لسؤال كبير:
لماذا تعطلت سنن الله عندنا؟!
وأين هو مكمن الخلل؟!!
نبيلة الوليدي
لا نريد علوا في الأرض ولا فسادا..! 1416