من خلال تتبعنا لما يدور من حرب تدميرية وإبادة جماعية، تقودها طائفة عنصرية على أرحب وعلى حاشد، وكل بكيل في شمال اليمن، وتهلك الحرث والنسل بهدف سيطرتها وفرض واقع إمامي جديد، في المناطق التي تدار فيها الحرب والوصول إلى العاصمة اليمنية للسيطرة عليها، ليعترف بها أعداء ثورات الربيع العربي المحاربين لبزوغ فجر جديد في حياتنا العربية كما اعترفوا بانقلاب المجلس العسكري المصري وجنوده من خونة الشعوب من النخب المزيفة، واستمرار الدعم السخي للثورة المضادة لثورة الربيع العربي.
ندرك حقيقة ما تقوم به الطائفية من حرب مدعومة إقليمياً ودولياً، ومن الكذب الصارخ والتضليل الواضح جعل هذه الحرب محصورة بين مشايخ حاشد بيت الأحمر وهذه الطائفة، بل هي حرب ضد كل من وقف مع ثورة فبراير اليمنية ونصرها ووقف معها ضد النظام المخلوع العميق، والدليل على ذلك توسع الحرب على الجوف وانتهائه بهدنة مؤقتة من الطائفية مع قبائل الجوف لتتفرغ الحرب على أكبر القبائل دعما للثورة وأشدها مواجهة لأسرة هذه الطائفة منذ تولوا حكم اليمن وقبيلة حاشد بقيادة مشايخها ضد الحكم الإمامي الكهنوتي البغيض، وقدمت حاشد شهداء من مشايخها ورجالاتها طوال التاريخ، وكان موقف آل الأحمر وقبيلة حاشد الحامي لثورة 26 سبتمبر حاسماً وقوياً يعرفه كل أبناء اليمن، إن الحرب الذي تقوده الطائفية المذهبية التي تحدث نفسها بعودة الإمامة وتمنيها بالقضاء على النظام الجمهوري والانتقام من ثورة اليمن كجزء من ثورة الربيع العربي بدعم وتحالف مع الدول التي تدعم مصر لا تخفى على أحد، وقد كانت القبائل اليمنية التي ظلت دول الخليج تدعم مشايخها منذ الثورتين اليمنيتين لعرقلة التنمية ومنع نجاح النظام الجمهوري تحت وطأتهم وسقوط الحكم العسكري المدعوم منها ضربة قاصمة بثورة فبراير لاستراتيجيتها العدوانية، لحرمان اليمن من البناء والتعمير الحضاري لحسابات ليس هذا محل بيانها، لقد أعنت مشايخ القبائل اليمنية كلها وقوفها مع الثورة الربيعية اليمنية، وأعلن آل الأحمر وقبيلة حاشد بالذات الدعم الكامل والوقوف مع ثورة فبراير، وقام النظام المخلوع بمحاولة التدمير لوجودهم في منزلهم بصنعاء، ولا يجهل أبناء اليمن الحرب الذي خاضها آل الحمر مع النظام السابق أثناء الثورة هم وأرحب، حيث وقفوا مثل شم الجبال، ثم لماذا الحرب في حجة وكل عمران وأرحب والجوف والسيطرة على صعدة وتهجير سكان دماج، إذا كان الهدف بيت الأحمر للعداء التاريخي بين حاشد بقيادة آل الأحمر وبين الطائفية الإمامية.
إن التضليل الإعلامي الذي يمارسه مرتزقة موظفي إعلامي النظام السابق في هذه الحرب لصرف نظر شعبنا حتى لا يدرك الخطر القادم والتآمر على ثورتنا اليمنية التي هي جزء من رياح التغيير في الربيع العربي اضحى واضحا اليوم ، ويجب أن يستيقظ كل أبناء اليمن وأبناء الثورة وتقف موقفا واضحا ضد أعداء الثورة الربيعية في اليمن، وأن نبادر جميعاً لحماية ومناصرة كل من نصر الثورة، وإذا كان لنا عليهم حقوق فلا يعني عدم مطالبتهم بها ولا يعني تسليمهم للعدو والتآمر الخبيث بين مخلفات نظام ما قبل فبراير وأنظمة تعمل جاهدة لتخلف شعبنا بدعم الطائفة الجعفرية الإثني عشرية، وعلى مشايخ اليمن ورجالاته الوقوف بحزم في وجه العدوان الغاشم على حاشد وبكيل في هذه الحرب التي لا تبقي ولا تذر ولندرك جميعاً أنها مدعومة ممن أيقظ مضجعهم ثورات الربيع العربي، وتذكروا المؤتمر الصحفي الذي عقده المتحدث الرسمي الحوثي بعد خروجه في صنعاء من إحدى سفارات دول الخليج وتذكروا جيداً زيف الشعارات الكاذبة ( الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود) في الوقت الذي يقتل المواطن اليمني ويهدم بيته على رأسه من هذه الطائفة العنصرية ولا يجب أن ننتظر الحكومة أن تمنع الحرب فربما بعض قياداتها جزء من اللعبة !.
د. عبد الله بجاش الحميري
الحرب الطائفية في اليمن 1631