إن الحـوار مع الآخر الخاص والعام، في الداخل والخارج هو أحـد ركـائـز الـدين الإسلامي المهمة، بدليل قوله تعالي :«قل تعالوا إلى كلمة سواء)، كما أن الهدف من تنوع الخلـق هو التنوع والتعارف والتعايش والتفـاهم, تحقيقـاً لسنة الله في التدافع والتكاثر والتنامي، وهو الأمـر الذي لن يتم إلا بالتنوع، ولذلك فإن الحوار يصبح ضرورة اجتماعية وفريضة شرعية من أجل استمرارية الحياة، وإقامة العمران..
والقرآن الكريم- كلام الله الخالد- غالبيته حوار، وكثيراً ما حثت آياته البينات على الإصلاح بين الناس، والـدعوة بالتي هي أحسن، وثمة قاعـدة قرآنية أكـدت على أهميـة الإرادة في حسم الخلاف بين الفـرقاء، سواء أكانا زوجين، أو حـزبين، أو فريقيـن، وإن كانت الخصوصية بارزة في هذه القاعدة, إلا أن شمولية القواعد القرآنية تتجاوز الخصوصية، ونص هذه القاعدة القرآنية يقول تعالى: (إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما)..
إن الحوار إذاً واجب شرعي ومبـدأ ديني أصيـل، وقد جعله الله سبحانه وتعالى سنته لتكوين الإنسان واستخلافـه، وأرسل الله- سبحانه وتعـالى- الأنبياء ليعلموا هذا الإنسان حقيقة الكلمة التي تأخذ وتعطي وتعالج الخلافات من خلالها، فكان الحوار هو أسلوب أنبيـاء الله ورسالتهم إلى البشرية، وكـان القـرآن الكريم هو كتـاب الحوار الأول الذي اشتمل على الأمور الربانية الموجبة للحوار بين الناس..
إن على كل اليمنيين أن يحافظوا ويتابعوا تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وأن يجعلوا الحوار جزءاً من سلوكياتنا داخل أسرنا وفي مؤسساتنا وفي أعمالنا المختلفة.. والله الموفق.
محمد سيف عبدالله
دعم مخرجات الحوار الوطني 1217