حين يتوافق شعبنا اليمني على كلمة سواء، لنزع فتيل الاختلاف، وبهدف أن تبزغ في سمائه شمس يمن جديد، تقتل بكتريا المصالح الشخصية والعائلية والطائفية والمناطقية التي ظهرت على مستنقع الحكم العسكري المستبد الغاشم الذي نزع منه شعبنا الحكم نزعاً، وتحرر يمننا كله من حكم يتبعه الشعب بهتافات تصفيقية مالنا (إلا....) إلى حكم يتبع الشعب ويسير في طريق مصالحه وبناء تنمية شاملة لحياة كريمة وفق دين الله وشرعه، وجدنا أن بعضاً ممن أجسادهم بننا وأرواحهم وقلوبهم خارج الوطن متغيبين عن هذه الفاعلية ليضعوا على أنفسهم إشارة استفهام عريضة لشعبنا الحصيف الذي يرقب المواقف ويسجلها على أهلها، فيدرك عدوه من الداخل والخارج ويتقزز من هؤلاء الذين يحلفون بالله له ليرضوه لا يتبعون أجندة خارجية لا فكرياً ولا سياسياً، وهم لم يجف حبر توقيعهم على اتفاقيات خارجية مجاورة لهم بل هم يحاولون بكل ما أوتوا من دعم خارجي عسكري ومالي، وما لبسوا من اتفاقيات كلها خارجية، أن يثبتوا أقدامهم بعقول متخلفة وشره قذر على جزء من وطن الإيمان، كي ينفضوا إليه من الإجماع الوطني ويوقدوا منه نار الفتن التي أوقدوها من قبل، ويفرضوا في تصورهم مطالبهم التي تحقق مطالب من تحالفوا معه ومن ينتمون له ديناً وفكراً وسياسة، والتي تناقض مطالب شعبنا في الوحدة والتنمية والعدل والمساواة، يعملون كي يثيروا مطالب طائفية مرتبطة بولاء لغير اليمن بل لسياسة تعادي الإجماع الوطني، وتبعية لولاية الفقيه الذي لا يعرف من أصول الفقه إلا القتل والإقصاء وفرض فكره المتعفن عبر التاريخ، والذي يسعى من خلال جيوبه المنتشرة هنا وهناك أن يخضع الشعوب تحت عمامة سوداء نتنة وطائفة خرقاء، تهدف لإعادة اليمن إلى سياسة التخلف والاستبداد والطائفية العنصرية، وحتى يكون الشعب قطيعاً تابعاً يضرب الرؤوس بالفؤوس، انتصاراً لزعم هذه الطائفة لمن قتل مظلوماً قبل مئات السنين، وكانوا هم أول من غدر به وسلمه لعدوه لعدم وفائهم بعهدهم له، إن تخلف هذه الفئة عن الحضور لإقفال صفحة الماضي والالتزام الجدي للشعب اليمني كي يكونوا فيه أعضاء نافعين ومواطنين صالحين، يعترفون أن أبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات كأسنان المشط لا فضل بينهم بالنسب والآسرة والطائفة والمنطقة، وإنما يتفاضلون بالكفاءة الإنتاجية، ويتخلون عن سلاحهم الذي يقتلون فيه أبناء اليمن في كل مكان ويهجرونهم، فعلى شعبنا أن يكون حذراً من هؤلاء، ويأطّرهم على الحق أطراً، وإلا فإن شرهم سيطول وليلهم مدلهم الظلام، وسيؤخرون عجلة السير في صعود اليمن للحرية والإنسانية والقوة المادية والمعنوية.