غريب حال هذه الدنيا، بالأمس ظهر علينا عمرو خالد على الشاشات يدعوا طرفي النزاع في مصر سلطة الانقلاب وتحالف دعم الشرعية المتمثلة بالدكتور مرسي يدعوهما لوقف المهاترات والتوجه نحو بناء الوطن.
ولا أدري عن أي بناء تحدث ولا أحد يعرف، حتى المذيع عندما سأله أنت في صف مَن مِن الفريقين تقف؟، رفض الإجابة عن سؤاله وأوهم الجميع بأنه محايداً، حتى أتى موعد الاستفتاء ورأيناه يتعمد وعلى شاشات التلفزيون إطلاع الجميع على موقفه من الدستور المصري الجديد الذي بدأ الشعب المصري في الاستفتاء عليه مؤخراً، وكأنه يقول لرافضي الانقلاب "وعلى عينك يا تاجر " ونستطيع القول أن موقف عمرو خالد مفهوم, نظراً لأن الرجل حاول أن يتوارى بموقفه الحياد لكنه لم يستطع لما رأى الناس قد عرفت أضراسه التي بانت، مما جعله لأن يشهر موقفه من الانقلاب الذي أيده .
والعجيب أن عمرو خالد قام بنشر صورة له وهو يمسك بطاقة التصويت وهي تحمل علامة " نعم " أمام كلمة " أوافق " ليؤكد لبعض المشككين في انتمائه لجماعة الإخوان وأنه من أنصار الانقلاب كما كان البعض يظن من الإعلاميين.
اليوم آخر هذه التقليعات التي يبدو أن طابورها لن يتوقف، وأن الأيام ما زالت تغربل الناس، وحبلى بالعجائب، موقف – ويا للأسف – لحافظ كتاب الله القارئ/ مشاري العفاسي الذي ظهر أمام وسائل الإعلام بجانب محمد بن راشد بينما كان يتحدث عن الإخوان كجماعة إرهابية، وعندما بدأ الناس يتحدثون عن الرجل، وعن موقفه من الانقلاب "انتبش الرجل " وكأن الناس بدأوا يتحدثون عن شيء من أفلام الخيال العلمي، وأنه لم يرتكب فعلاً جعل الناس إزاءه يظنون به ذلك.
العجيب أن الرجل بدأ يشن حملة _اعتقد أن الرجل كان قد بيتها – على الإخوان، على الرغم بأن الإخوان ليس هم من شنوا عليه حملة تأييده للانقلاب ـ لأن من قام بانتقاد ذلك هم محبي هذا الرجل الذين رأوا أنه قد خذلهم، وخيب ظنهم فيه.
طبعاً الرجل لم يعبأ بمحبيه، وصوب بوصلة الهجوم نحو الإخوان الذين قال فيهم بأنهم " يشنون حرباً عليّ لأنني فقط دعوت للإصلاح بين الشعب المصري!» وأبدى تعجبه من تغريدات على حسابه في تويتر أمس «من حبهم لمن أمرهم بالمكوث في الميادين وتسبب في قتل المسلمين»، مضيفاً لا تتوقعوا مني الاصطفاف مع أحد الفريقين (المسلمين) فلن أبرر أخطاء الحكومات ولن أدافع عمن يقول بهذا مشيراً إلى كلام الرئيس المصري المعزول "محمد مرسي" خلال فترة رئاسته حين بين أنه لا خلاف بين المسلمين والنصارى عقائدياً وأنه يتفق مع الموقف السوري تجاه الأزمة السورية مشدداً على أنه إذا تبين لك أن الفريقين عندهم أخطاء فلا تلزم نفسك ولا غيرك بالدفاع عن أحد الفريقين.
وقال العفاسي إن من التناقض أن تنكر موقفي في مصر وتزعم أني أقف مع الظلم، ولا تنكر على «الإخوان» في حماس الفلسطينية التي تضع يدها مع قتلة حماس السورية أعني (إيران)، موضحاً أنه سيأتي اليوم الذي ينادي به الإخوان للمصالحة والحوار الوطني واذكروا ما أقول لكم عند ذلك سيكررون دعوتي لكنها ستكون متأخرة والله أعلم بالتبريرات.
واستشهد العفاسي بكلام أبو مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري رضي الله عنه بالدعوة إلى الحرص على وحدة صف المسلمين والتقريب بين الفرقاء داعياً المولى عز وجل أن يجمع كلمة المصريين على الخير ويهديهم إلى سواء السبيل وأن يرحم أهل مصر فهم من أرحم الناس في الأرض ناصحاً متابعيه بأن لا يناقشوا متعصباً أو كذاباً.
وختم كلامه بقوله إن شُتمتُ.. فقد شُتمَ من هو خيرٌ مني، وإن مُدِحْتُ فقد مُدحَ من هو شرٌ مني.
سائلاً المولى أن يلهمه الصبر على أخلاقهم فإن ذلك من عزم الأمور.
يا سلام، من يقرأ بعض كلامه يشعر أن الرجل حمامة سلام وأنه لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء، ونحن نقول له ماذا نسأله ؟ يعني وقوفك بجانب محمد بن راشد وهو يشن هجوماً عن الإخوان، موقفاً محايداً، أم انك ذو وجهين " يا رجل أنت بتهزر والا إيه " يعلم الله أنني من أشد المقتنعين بأن العفاسي يكرس لمبدأ التسلط والاستبداد، تريدون أن تعرفوا هذه الحقيقة شاهدوا قنوات العفاسي المملوكة له لتعرفوا كم الاستئثار الذي يعيشه الرجل علماً أن لديه ثنتين من القنوات لا يدعوا إليها أحداً من علماء المسلمين الذي تنعقد على أيديهم رايات التوعية والإرشاد، شاهدوا وسترون أن الرجل لا يقبل أحداً أياً كان في قناته، وعلى قول أحد الشباب مقترحاً أن قناته تمنى لو كان سمها العفاسي بقناة "إلا قناتي " في إشارة منه إلى أنشودته إلا صلاتي.
يا ناس نحن لسنا أمام فهم سقيم لمقتضيات المرحلة لتي يمر بها المسلمون سواءً في الداخل العربي أو الخارج الإسلامي، ولكننا أمام نفسيات مريضة ما كنا لنظن بها لحظة أنها تحمل مثل هذا العداء للإخوان المسلمين وكأنهم كائن مسخ جاء من كوكب المريخ.
مروان المخلافي
العفاسي على خُطى عمرو خالد..! 2064