إن منهج الإسلام قائم على مبادئ السلام والتصالح والتعاون والتكامل بين الناس، ولهذا يحرم الإسلام التقاتل والتهاجر، ويدعو إلي الحوار، ولا يمكن أن يتم الحوار إلا بالتلاقي وجهاً لوجه، ولهذا وجدنا أنه عند بداية أي عمل حواري فكري أو
سياسي أو غيره غالباً ما تكون الأطراف فيه غير منسجمة، وربما متشنجة، ولكن بالتلاقي واللقاء ت شيئاً فشيئاً ثم يبدأ الانسجام، وهذا ما بدأ به مؤتمر الحوار الوطني، أو حتى لما بدأت اللجنة الفنية للتحضير لمؤتمر الحوار الوطني عملها.
كيف لا حظنا التشكيك والتخوفات التي كانت موجودة حينذاك، ثم بدأ التحسن الذي حصل لدى جميع المكونات السياسية والتقارب الكبير فيما بينها، لأننا كنا نرى مكونات تتقاتل فيما بينها إلى وقتٍ قريب، ومع هذا جلسوا على طاولة واحدة
ويصلون من خلال الحوار إلى حلول، وأبرز مثالاً على ذلك كان فريق قضية صعده الذين وصلوا في نهاية المطاف إلى توافق على حوالي ستين قراراً، ولكن لو لم تخض هذه المكونات الحوار لكانت الأمور أسوأ بكثير، وكانت ستكون الحرب
أوسع، والضحايا أكثر وما إلى ذلك، وما تمر به اليمن اليوم يشبه المخاض العسير المفيد، والسبب أنه من الطبيعي عند الانتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى تكون هناك صعوبات وتحديدات عديدة، وعلينا أن نفهم أن هناك قوى داخلية وخارجية.
أيضاً ليست راضياً عما تم من توافق في مؤتمر الحوار الوطني، ولا تريد لليمن الاستقرار والازدهار، ولهذا من الطبيعي أن نتوقع التحديات، وهذه التحديات ستستمر في مرحلة التنفيذ لمخرجات الحوار، ولا بد من الانتباه واليقظة من شباب الثورة، وكل المكونات التي تريد الدولة اليمنية الحديثة واليمن الجديد,, والله الموفق.
محمد سيف عبدالله
منهج الإسلام يدعوا للقاء الفرقاء عند الخلاف من خلال (الحوار) 1288