قبيلة أرحب قبيلة همدانية مشهورة وعميقة في التاريخ, كرماً وبطولة وإسلاماً، فهي من القبائل المبكرة في دخولها الإسلام، وهي القبيلة العربية الوحيدة التي قبل زعيمها "قيس بن نمط" عرض رسول الله القدوم إليها ليحميه في تبليغ دعوته، بعد أن يأخذ رأي زعماء القبيلة وعاد الزعيم "قيس بن نمط الأرحبي" من اليمن بالقبول لنزل الرسول في أرحب ليبلغ من ثمة رسالة ربه تحت حماية هذه القبيلة الباسلة بموافقة كل زعمائها بالدعوة والداعية رسول الله والدفاع عنه.
وعاد الزعيم الأرحبي في الموافقة، لكن وجد إخوانه من الأوس والخزرج كانوا قد سبقوه بالاستجابة لمطالب الرسول- صلى الله عليه وسلم- وبيعته على مراده، هذه القبيلة الباسلة الشامخة، التي كافاها رسول الله بجزء من منتجات الزكاة ممن حولها من الأراضي زبيباً وحبوباً، وجاء العهد الإمامي فحرمها منه، تواجه اليوم حرب إبادة وتشريد وتهجير جماعي من جماعة طائفية تدعي أنها من سلالة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وتحاول الاستيلاء على جبالها ومواقعها وقراها انتقاماً منها للرئيس المخلوع الذي وقفت هذه القبيلة كالجبال الشم في وجه قواته وحرسه، ومنعته من تحقيق مراده في الهجوم على صنعاء فهي كالخط الدفاعي الأول لدخول صنعاء لاستباحتها من قبل هذه الطائفة التي استباحت صنعاء ودمرتها عدة مرات في تاريخ وجودها في اليمن..
هل حرب الإبادة والتهجير الجماعي لأبناء أرحب من هذه الطائفة العنصرية مكافأة لها على وقوفها الإيجابي مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الذي يدعون أنهم ينتسبون إليه، وقبولها أن يأتي إليهم ليحموه لتبليغ دين الله أم هو انتقام للرئيس المخلوع وأذنابه الذين صدت هجومهم قبيلة أرحب أثناء الثورة اليمنية على حكم الطاغي المستبد؟! لا يجوز أبدا أن نغمض عيوننا عما تتعرض له هذه القبيلة من حرب شرسة قيادتها ظاهرة وخفية من قبل الطائفة المتسترة بـ(أنصار الله) على وزن حزب الله اللبناني وكذلك الحروب التي تشنها هذه الطائفة في عمران والجوف وصعدة وحجة، لأن هذه الحرب تهدد الأمن الوطني والسلم المجتمعي، وهي حرب ثنائية يقوم بها قيادة هذه الطائفة وباقي ذيول النظام المخلوع، التي تروج لها وسائله الإعلامية وتضلل الشعب اليمني بما تنشره, حيث تزعم أن ما يدور من حرب على الشعب اليمني منهم إنما هي حرب بين مليشيات الحوثية والإصلاح حتى لا ينتفض الشعب لنصرة قبيلة أرحب وإخوانها في المحافظات آنفة الذكر، وهذا التضليل الإعلامي الفاجر لباقي النظام السابق العميق تلقفته وسائل المخلوع من إعلام نظام الانقلاب العسكري المصري، إن ما يدور في أرحب، هي حرب ضد الشعب كله, يتعرض له المواطنون اليمنيون في أرحب، وعلى الجميع أن يعمل بكل الوسائل على إيقاف هذه الحرب الظالمة، ويقف كل فرد وجماعة وحزب, وفي مقدمتهم الدولة وأبناء الثورة اليمنية ضد هذه الحرب، التي تهلك الحرث والنسل وتحاسب من يقوم عليها، حتى ولو كان بتوجه كل اليمنيين لقتالها ولا يجوز بأي حال أن نتفرج عليها حتى لا تسقط صنعاء ويهجر أهلها منها كما حدث لدماج المكلومة المظلومة، فمن سلم من نار الحرب اليوم ستصله غداً!
د. عبد الله بجاش الحميري
أرحب تناديكم..! 1869