الناظر بعين البصر والبصيرة إلى أسباب الصراعات والحروب على مدى التاريخ لا يجد سبباً أقوى من التطرف لذا جاء الإسلام دين الوسطية والاعتدال.
والناظر أيضاً إلى واقع العالم اليوم يجد أن المتطرفون هم الصهاينة من اليهود والصليبيين (أمريكا) ومن النصارى والروافض(ايران) من الشيعة والسعودية مجازاً من السنة هذا ما كان من شأن الديانات السماوية .
أما من الوضعيين فتشير البنان إلى الشيوعية (روسيا)
والناظر بتمعن يجد أن كل هؤلاء لا يمثلون حقيقة المبدأ الذي يرفعون رايته بل هم أدعياء له.
ضل العالم مسرحاً لنزاعات هؤلاء الغلاة على مدار القرن الماضي, ومع فرض الربيع العربي لنفسه كأمر واقع والذي تمخضت عنه ديمقراطيات وليده أسفرت عن الإخوان المسلمين بكل قوة في تونس ومصر والمغرب وأوشكت في اليمن بالإضافة إلى أنظمة قائمة فعلاً في السودان وتركيا.
هذه الخريطة السياسة الجديدة أماطت اللثام عن قوة صاعدة إلى جانب القوى المتصارعة الموجودة.
وبالعودة إلى منهج الإخوان المسلمون وأدبياتهم يجد الباحث أن الوسطية والاعتدال والقبول بالآخر والتعايش معه ونبذ نهج الصراع هي السمة الأبرز لهذه القوة الصاعدة.
الأمر الذي أقلق قوى التطرف الموجودة في الساحة العالمية فحدثت عجيبة الدنيا الثامنة أن تحالفت هذه القوى المتناقضة وقررت وأد هذه القوة التي لازالت في المهد, لأن هذه القوة لو وقفت على قدميها لشكلت منقذاً للعالم للخروج من براثن هذه القوى المتصارعة إلى رحب السلام والتعاون.
ففي مصر خططت أمريكا والصهاينة ومولت السعودية وبناتها وباركت روسيا وحفيداتها ونفذ السيسي فكان الانقلاب الدموي العسري, وفي تونس كانت نفس الطبخة فانحنت النهضة للعاصفة وخرجت بأقل الخسائر.
أما في اليمن فالأمر أوضح وما تلك المواجهات التي يفتعلها الحوثي المتحكم به من إيران بمساعدة النظام السعودي وتعاون النظام السابق ما هو إلا محاولة لجر الإصلاح إلى مربع العنف .
إنني أزعم أن هذا التحالف ما تم إلا ليفشل ويهزم ويدحر حينها سيجثو التطرف تحت أقدام الاعتدال راجياً العفو والصفح,
(والله غالب على أمره).
سامي شاكر الحميدي
تحالف الغلاة لإسقاط الاعتدال 1324